لمناسبة تنظيم معرض الكربون 2010 الأسبوع الماضي في مدينة كولونيا الألمانية، يواجه تجار الكربون في العالم مستقبلاً غير واضح وتدنياً في الأسعار، في ظل تعذر التوصل إلى اتفاق عالمي في شأن تغيّر المناخ. ويرى موقع البنك الدولي الإلكتروني، أن بلدان القارة الأفريقية لا تزال متفائلة بأن الحفاظ على غاباتها وتجديد حيويتها، إلى جهود تهتم بالمناخ، يدر عليها ذات يوم عائدات مادية، فضلاً عن تأمين مزايا بيئية وفوائد تحسّن نوعية الحياة. ففي المرتفعات جنوب جبل كينيا، يساهم مشروع صغير لغرس الأشجار تديره «حركة الحزام الأخضر» لمساعدة أهالي المنطقة على زيادة إمداداتهم الغذائية، وبناء المهارات ورفع مستوى الدخل، مع تجديد حيوية الغابات التي تآكلت بفعل قطع الأخشاب غير الشرعي. ويمكن للمشروع، الذي ينفذ بموجب اتفاق أُبرم عام 2006 مع صندوق الكربون الحيوي التابع للبنك الدولي، أن يبيع ما يعادل 375 ألف طن من تخفيضات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2017، مع إمكان بيع كمية إضافية تبلغ 150 ألفاً. والكمية المتفق عليها ليست كبيرة قياساً إلى حجم عالم تمويل الكربون، إنما تعادل الانبعاثات الناشئة عن 68181 سيارة في الولاياتالمتحدة خلال سنة، استناداً إلى تقديرات الوكالة الأميركية لحماية البيئة. ومع ذلك يعتبر هذا الجهد، اختباراً مهماً لما يمكن أن تؤمنه المشروعات الأكبر من عوائد مالية، مع تشجيع أساليب النمو التي تنتج منها كميات أقل من الانبعاثات الكربونية. وتقول مديرة التنمية المستدامة في أفريقيا لدى البنك الدولي إنغر اندرسون: إن «التحديات المتعلقة باستخدام الأراضي في أفريقيا كبيرة جداً، ويجب أن نفكر في آلية تمويل الكربون باعتبارها أكثر من مجرد تجربة، ونستخدم أدوات تمويل الكربون كمصدر يمكن التعويل عليه بالنسبة إلى أفريقيا، ونبحث عن كثب عن أفضل السبل للتعاون مع الشركاء ليصبح تمويل الكربون أداة لإحداث تحول في هذه القارة». وقف قطع الأشجار ويُعتبر المشروع الكيني للمحافظة على الغابات واحداً من مشروعات في أفريقيا لاختبار قدرة الجماعات المحلية على الالتزام بالقواعد المعقدة المنظمة للمشروعات التي تبيع شهادات موازنة انبعاثات الكربون بموجب بروتوكول كيوتو الذي يمثل النظام الحالي لمواجهة تغير المناخ. فإزالة الغابات تزداد في كينيا، كما الحال في أنحاء أفريقيا. ولا تزيد المساحة المغطاة بالغابات على 2 في المئة من مساحة كينيا، بحسب تقدير حركة الحزام الأخضر التي تقودها البروفسورة وانغاري ماثاي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام في 2004. وعلى رغم ذلك، فإن الحفاظ على الغابات وتجديد حيويتها يمثلان أفضل السبل لتمكين أفريقيا من المساهمة في التخفيف من آثار تغير المناخ والمشاركة في سوق الكربون. ويهدف المشروع إلى إعادة تشجير مناطق الغابات التي أزيلت أشجارها قبل 1990. وسيسهم زرع أنواع من الأشجار المحلية التي تنمو بمعدلات متفاوتة، في الحد من تآكل التربة وينظم تدفق المياه ويحمي مصادرها والتنوُع الحيوي.