لم تعد العبايات النسائية كما كان في السابق «غطاءً أسود فقط»، إذ بدأ يغزوها الخرز والفصوص والكريستالات النمساوية والألوان، إضافة إلى خامات الأقمشة الإيطالية، حتى باتت العبايات تنافس فساتين السهرة بأسعارها، إذ توجد عبايات يصل سعر الواحدة منها إلى أربعة آلاف ريال. يقول أكبر تجار العبايات وأقدمهم عبدالناصر كريديه ل«الحياة»: «يوجد إقبال كبير على العبايات، خصوصاً مع التطور الحاصل فيها، ونحن من أهم المطورين في العبايات، وتصل أرباحنا إلى أكثر من 35 في المئة». وأضاف أن العباية صارت شيئاً مهماً وضرورياً للمرأة السعودية: «تدخل محل العبايات ما لا يقل عن 50 امرأة في اليوم، تسألن عن العبايات، ويزداد هذا العدد في المواسم، وقد تقوم المرأة الواحدة بشراء أكثر من عباية»، مشيراً إلى أن هناك من تطلب عباية سادة للعزاء، وأخرى للسهرة، كما أن هناك العبايات الخاصة بالتسوق. وأوضح أن هناك من السيدات من تدفع أكثر من أربعة آلاف ريال لشراء عباية واحدة، ويرجع سعرها المرتفع إلى جودة القماش المستورد من إيطاليا أو فرنسا، فلا يوجد مصنع في السعودية لتصنيع الأقمشة، لذا نلجأ إلى الخارج، ونقوم بشراء المتر من الخارج بأكثر من 25 دولاراً. وتابع قائلاً: «أرى أحياناً عبوساً في وجه بعض الرجال لكثرة ارتياد نسائهم محال العبايات وأحيان تجد الرجل نفسه من يأتي إلينا لشراء أفخم عباية لخطيبته أو زوجته». وعن ازدياد محال العبايات الرخيصة وكثرتها قال: «أثرت فينا زيادة أعداد تلك المحال، وواجهنا ركوداً وحرباً معها في البداية، لكن الزبائن ما لبثوا أن عادوا بعدما جربوا تلك العبايات الرخيصة لشراء العبايات المرتفعة السعر». وتقول أم أحمد إن «العباية شيء ضروري، خصوصاً إن كانت هناك مناسبة، ولا بد من تفصيل عباية جديدة، وتوجد مناسبات عدة في العام، ناهيك عن عبايات العزاء». وبررت نوف الصالحي شراء السعوديات كثيراً من العبايات، بحرص المجتمع على ارتداء المرأة السعودية للعباية في العمل والمدرسة، وهو ما أدى إلى حرص المرأة على ارتداء عبايات مختلفة حرصاً على شكلها الخارجي بين زميلاتها وأهلها. وخلال جولة ل«الحياة» على محال العبايات في الأسواق الشعبية، لم يختلف الوضع، وإن كان ما يُدفع من المال للشراء أقل. يقول أبو عبدالله المسؤول في أحد محال بيع العبايات: «سعر العباية يبدأ من 250 ريالاً، والإقبال علينا كبير جداً، ناهيك عن أن هناك بعض النساء تشتري الواحدة منهن أحياناً لنفسها أربع عبايات دفعة واحدة، على أن تكون كل واحدة منها مختلفة عن الأخرى».