يشغل موضوع العولمة والمجتمع السعودي في الخطاب الثقافي السعودي، وكيف يتفاعل السعوديون مع العولمة، وما تحدياتها لهذا المجتمع، وتأثير ذلك في خصوصية المجتمع السعودي، اللقاء الذي سيعقده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تحت عنوان «الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي»، مساء غد في قاعة نيارة بالرياض، ويستمر يومين. ويناقش المشاركون، الذين يتجاوز عددهم السبعين باحثاً وباحثة، في اللقاء موضوع العولمة إضافة إلى بقية المحاور الأخرى. ويرى عبدالله آل هتيلة أن العولمة تشكل تحدياً كبيراً أمام المجتمع السعودي، «فأمام الثورة الإعلامية وتكنولوجيا الاتصالات المتقدمة، جاءت المتغيرات الإجبارية، على مستوى الفرد والأسرة، وأصبحت ظاهرة المحاكاة مع ثقافات الشعوب مطمعاً ومطمحاً لبعض فئات المجتمع. نتيجة لتداخل الثقافات والأفكار بين كثير من دول العالم»، مشيراً إلى أن المتغيرات الإجبارية التي تبدأ بالطفل، «مروراً بطلبة المدارس إلى أن تنتهي برب الأسرة، جاءت نتيجة طبيعية لتقصير بعض الجهات الحكومية والأهلية وتحديداً الإعلامية في التعامل معها، وفشلها في توعية المجتمع بضرورة التعامل بحذر مع ثورة الاتصالات، وإيجاد بدائل قد تغني عن الانجراف وراء بعض الأفكار والآراء والتقليعات الوافدة». ويقول عبدالعزيز السماري إن مفهوم العولمة أخذ أكبر من حجمه، «فالعلاقات الإنسانية منذ القدم مبنية على المصالح الاقتصادية والسياسية، وقوافل التجارة لم تتوقف على مر العصور من العبور إلى القارات الأخرى، لكن الجديد في المفهوم يكمن في تنظيم نفوذ المد الاقتصادي الغربي، ثم تقنين ذلك من خلال بوابة حرية التجارة، وقد يكون في ذلك منافع للأوطان التي ليست لديها قوانين للتجارة، عندما اضطرت لتنظيم مصالحها أمام المد الغربي، لكن الأضرار الكبرى تأتي حين يعتقد البعض أنها كالقدر الذي لا مناص من الهروب من مواجهته»، لافتاً إلى أن الإشكال الثقافي للمجتمع السعودي أمام العولمة «يكمن في ضعف مكونات الهوية لدى الإنسان السعودي، فالهوية العربية والإسلامية تكاد تنهزم أمام الهجمة الإعلامية والثقافية الغربية، ويتم استبدالها بهدوء بهوية سطحية من أولوياتها أن تتحدث اللغة الإنكليزية بلكنة أميركية، وأن تتقن التعامل مع منتجاتهم كمستهلك ومندوب مبيعات». ويؤكد الدكتور علي الخشيبان أن العولمة ثقافة عالمية «لها قيمها وتقاليدها ولديها القدرة على اجتياح كل ثقافات العالم، ولذلك فالمجتمع السعودي يتفاعل مع هذه العولمة وفقاً لقيمه الثقافية الأساسية، كما أن المجتمع السعودي ومن خلال مؤشرات كثيرة يتفاعل بشكل ايجابي مع هذه العولمة وقيمها، إذ يظهر جلياً رغبة المجتمع في الاستفادة بشكل كبير من معطيات العولمة بما يخدم تطوره. وهذا ما هو مطلوب من المجتمع. كما أن اكبر تحديات العولمة للمجتمع السعودي، تتمثل في القيم الحديثة، التي ستفرضها العولمة على المجتمع، لان من ابرز نتائج العولمة يتمثل في إنتاج ثقافة هجينة بين التقاليد الأساسية والقيم العالمية والتي يتم وضعها وفقاً لقواعد اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة»، مشيراً إلى أن العولمة «ليست ثقافة ذات بعد اجتماعي فقط يخص ممارسات الأفراد وسلوكهم وفكرهم، العولمة لها دور بارز في التأثير في ثقافة المجتمع بشكل كامل».