عزّز الزعيم الجديد للمعارضة في تركيا كمال كيليشدارأوغلو شعبية حزبه، من خلال أول تصريح له للصحافة كشف فيه عن موقف حازم من أي تدخل عسكري في الشؤون السياسية، بخلاف سلفه دنيز بايكال الذي كان يُعتبر المدافع الاول عن الجيش في تركيا. وأكد كيليشدارأوغلو الذي تزعّم "حزب الشعب الجمهوري" الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، ان تدخل الجيش في الشأن السياسي مرفوض في أي شكل، حتى من خلال التصريحات أو البيانات، مشدداً على ضرورة خضوع المؤسسة العسكرية تماماً لحكم المدنيين. وأضاف أنه على رغم اختلافه السياسي الكبير مع الزعيم الإسلامي ورئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، الا انه يعتقد بأنه كان على أربكان ألا يخضع للجيش وأن يقاوم الانقلاب السلمي ضده العام 1997، معتبراً أنه لو فعل ذلك لكان حصل على دعم الشعب والساسة وتأييدهم. لكن كمال كيليشدارأوغلو لم يتطرق في حديثه الى المسألة الشائكة للحجاب. وعلى رغم ذلك، توقع إعلاميون مقربون منه أن يقوم تدريجاً بترويض النبرة العلمانية القاسية للحزب، في اتجاه مزيد من الديموقراطية وحقوق الإنسان، إذ أن على الزعيم الجديد أن يوازن بين رغبة الحزب في كسب مزيد من التأييد الشعبي في صفوف اليمين والليبراليين، لكن من دون أن يخسر بعض الداعمين لحزبه من العلمانيين المتشددين. في المقابل، أظهر استطلاع رأي أجرته شركة "سونار" التركية ارتفاع شعبية "حزب الشعب الجمهوري" في شكل كبير بعدما ترأسه كيليشدارأوغلو، لدرجة أنه تفوق على "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، للمرة الأولى منذ تولي الحزب السلطة قبل 8 سنوات. وأشارت نتائج استطلاع الرأي الى أن "حزب الشعب الجمهوري" سيحصل على 32 في المئة من أصوات الناخبين، إذا أُجريت انتخابات اشتراعية في تركيا الآن، بينما تراجعت شعبية الحزب الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان الى 31 في المئة فقط. وكان "حزب الشعب الجمهوري" نال نسبة 21 في المئة فقط من الأصوات في انتخابات العام 2007، في مقابل 47 في المئة للحزب الحاكم. ويشير مراقبون في تركيا الى احتمال أن يتحوّل كيليشدارأوغلو الى منافس قوي لاردوغان، إذا استمر على هذه الطريق، اذ يبدو أن نواب الحزب الحاكم وقياداته منزعجون من هذه الشعبية التي تكسبها المعارضة على حسابها، بدليل هجومها المستمر على كيليشدارأوغلو منذ اليوم الأول لانتخابه زعيماً للمعارضة اليسارية.