قال علماء إن فيروس «زيكا» الذي يجتاح الأميركتين، يبدو أنه انتقل إلى البرازيل عام 2013، ثم بدأ غزوه المنطقة من هناك. وفي أول تحليل جينومي للفيروس الذي ارتبط في البرازيل بحالات صغر حجم الرأس، قال باحثون إن انتقال «زيكا» إلى الأميركتين قبل ثلاث سنوات تزامن مع زيادة 50 في المئة في عدد الرحلات الجوية للركاب، التي تنطلق من مناطق تنتشر فيها العدوى. وأضافوا أن السلالة الفيروسية الشائعة في التفشّي الحالي ترتبط بسلالة موجودة في بولينيزيا الفرنسية، مع فرضية أن يكون الفيروس انتقل من جنوب شرقي آسيا إلى الأميركتين وبولينيزيا في شكل مستقل. وقال عالم الأحياء في جامعة أكسفورد أوليفر بايبوس، إن هذه النتائج تشير إلى أن تزايد حركة السفر الدولية ساهم في امتداد نطاق العدوى الفيروسية، مضيفاً: «بحثنا في نماذج شاملة لحركة البشر، وركزنا على حركة السفر جواً لأشخاص سافروا إلى البرازيل من دول أعلنت إصابات بزيكا عام 2012. ومن أواخر العام 2012، حدثت زيادة 50 في المئة في عدد المسافرين إلى البرازيل من دول ينتشر فيها زيكا». وتضمنت الدراسة الحالية جمع عينات من جينوم «زيكا»، منها ما أُخذ من دم متبرع أو حالة وفاة لشاب ومن رضيع مصاب بتشوهات خلقية وحالة صغر حجم الرأس. واستعان الباحثون بتقنيات التسلسل الجيني لرسم خريطة للشفرة الجينية، ولاحظوا فروقاً وراثية طفيفة في ما بينها. ويشير ذلك إلى دخول العدوى الأميركتين من مصدر واحد خلال الفترة بين أيار (مايو) وكانون الأول (ديسمبر) 2013، أي قبل أكثر من عام من رصد الفيروس في البرازيل. وقال الباحثون إن هذه المعلومات الوراثية الأولى المشتقة من الجينوم تمثل علامة مرجعية للبحوث المستقبلية.