سيول، بكين - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - نفت كوريا الشمالية نتائج التحقيق الدولي الخاص بإغراق البارجة الكورية الجنوبية في البحر الاصفر في 26 آذار (مارس) الماضي، موضحة انها لا تملك الغواصة الصغيرة التي اشار اليها التحقيق. وفي حدث نادر، عقدت اللجنة الوطنية للدفاع التي يرأسها الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل مؤتمراً صحافياً في بيونغيانغ نقل وقائعه التلفزيون الرسمي. وأكد رئيس الدائرة السياسية في اللجنة الجنرال باك ريم سو ان بلاده لا تملك غواصة صغيرة تزن 130 طناً من نوع «سلمون» قال المحققون انها قصفت البارجة التي تزن 1200 طن بعدما دخلت المياه الكورية الجنوبية من المياه الدولية. ورأى الجنرال باك ان «لا معنى عسكرياً لهذا الزعم، اذ لا تستطيع غواصة صغيرة تزن 130 طناً نقل طوربيد ثقيل يزن 1.7 طن وتبحر الى الجنوب لتغرق الغواصة وتعود». كما رفض ما ذكرته كوريا الجنوبية حول العثور على قطع من الطوربيد تتطابق مع خصائص اسلحة ظهرت في كتيبات كورية شمالية كانت ارسلت الى جهات يمكن ان تشتري طوربيدات. وسأل: «من يكشف تصاميم طوربيد لبيعه؟». وأعلن الكولونيل ري سون غوون ان الرقم التسلسلي الذي عثر عليه على جزء من الطوربيد وكتب عليه بخط اليد «ون بان» (اي الرقم واحد بالكورية) «ليس الا تلاعباً، اذ يجرى وضع رقم تسلسل على قطع سلاح عبر حفره بآلة. وهذا الرقم تحديداً لا يستخدمه إلا لاعبو كرة القدم او كرة السلة». وأكد ان مسؤولية الحادث تقع على قائد القوات المسلحة والقادة العسكريين الكوريين الجنوبيين، «اما التحقيق الدولي الذي طلبته سيول فغير قادر على التزام الموضوعية»، ثم هاجم سيول لرفضها طلب بيونغيانغ ارسال فريقها الخاص من المحققين. الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن وزارة الخارجية قولها إن «وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اطلقت سيلاً من الاكاذيب المحضة لوصم جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية بأنها الجاني الرئيس في إغراق السفينة الحربية خلال زياراتها الاخيرة لليابان والصين وكوريا الجنوبية». واعتبرت ان الولاياتالمتحدة لجأت الى هذا الموقف «من اجل الإبقاء على قاعدتها الحربية في مدينة اوكيناوا اليابانية»، وهو ما حصل إثر تراجع رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما عن تعهد نقل قاعدة لمشاة البحرية الاميركية من جزيرة اوكيناوا بحجة انها «مهمة للأمن». ووعد هاتوياما خلال لقائه الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في سيول «بتقديم دعم صادق لمسعى كوريا الجنوبية معاقبة كوريا الشمالية عبر القنوات الدولية». وقال: «ستدعم اليابان كوريا الجنوبية بصدق»، منوهاً بتصرف الرئيس الكوري الجنوبي ب «برودة» على حادث إغراق بارجة الجنوب. كما اعلنت الوكالة الكورية الشمالية ان الموقف الاميركي يهدف الى جعل الصين الحليف الرئيس لكوريا الشمالية تشعر بالاحراج، علماً ان بكين لم تتهم بيونغيانغ بإغراق البارجة. وأضافت الوكالة ان «ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما استغلت القضية كي تبدو قوية قبل انتخابات التجديد النصفي الاميركية، ولتبرير سياسة الصبر الاستراتيجي التي تتبعها للإساءة الى مناخ الاستثمار الدولي في كوريا الشمالية التي تريد ان تجعلها خادمة لها كما تفعل مع اليابان». على صعيد آخر، شهدت القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس الكوري الجنوبي لي مع كل من رئيس الوزراء الياباني هاتوياما ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية اتفاقهم على تأسيس مكتب للتعاون الثلاثي العام المقبل في كوريا الجنوبية يشكل جزءاً من خريطة «رؤية العام 2020» التي صيغت من أجل إقامة مجتمع على الطريقة الأوروبية في شمال شرقي آسيا. وستوكل مهمات عدة الى مكتب الأمانة العامة بينها التعامل مع الشؤون الإدارية للتعاون بين الدول الثلاث، والبحث عن مشاريع جديدة للتعاون. كما ينتظر أن يلعب المكتب دور مكتب متابعة بين الدول الثلاث. واتفقت القوى الإقليمية الثلاث على ضرورة مثل هذه المنظمة في القمة السابقة التي عقدت في بيجينغ العام الماضي بهدف تطوير التبادلات الاقتصادية وغيرها. وفي لقاء ثنائي، اتفق هاتوياما ولي على تسريع الجهود لبدء مفاوضات رسمية تعتبر ضرورية للعلاقات المستقبلية للدولتين المجاورتين، علماً ان السنة الحالية تحمل معنى رمزياً في الروابط الكورية - اليابانية لأنها تصادف الذكرى السنوية المئوية الأولى لاستعمار اليابان لكوريا طوال 36 سنة. اما رئيس الوزراء الصيني جياباو فدعا كوريا الجنوبية إلى بذل جهد لتوقيع اتفاق التجارة الحرة بين بلديهما بسرعة، مجدداً تأكيد حرص الصين على الحفاظ على موقفها من السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية.