ثماني وأربعون ساعة حاسمة تنتظر الأميركيين المترقبين انجاز شركة "بريتيش بيتروليوم" خطتها "توب كيل" لسد بئر النفط المتدفق في خليج المكسيك منذ خمسة أسابيع، الذي تحول أكبر كارثة بيئية في تاريخ الولاياتالمتحدة ملحقاً أضراراً جسيمة بالثروة البيئية والحيوانية هناك. وفيما أنهى الرئيس الأميركي باراك أوباما جولة استطلاعية في ولاية لويزيانا لتفقد عمليات وقف السيول النفطية المستمرة بالاندفاع وبعد انفجار منصة "بريتش بتروليوم" في خليج المكسيك، أعلنت شركة "بي بي" أن خطتها تحرز تقدما وأنها بحاجة لثماني وأربعين ساعة قبل اطلاق الحكم النهائي على الخطة التي تعتمد اليوم على قذف أطنان من الوحل لسد البئر على عمق 1500 متر من الشاطئ. ووصف خبراء حجم الكارثة بأنه الأكبر في التاريخ الأميركي بعد تسرب نحو 900 ألف برميل في البحر، وبشكل يهدد الثروة البيئية والحياتية في المنطقة. أوباما، الذي يتعرض لانتقادات بسبب تأخره في التجاوب مع الكارثة، زار المنطقة مرة ثانية أمس مكررا تحمله المسؤولية وأن الحكومة الفدرالية لن تدير ظهرها على السكان. وقال الرئيس الأميركي مخاطبا مجموعة من المدنيين "أنتم لستم وحدكم، ولن نهجركم... نحن نساندكم وسنتخطى الأزمة سويا". وأضاف: "إذا كان هناك من يتساءل عن المسؤول عما جرى، فإنني أتحمل المسؤولية. ومن واجبي التأكد من القيام بكل ما يمكن لسد هذا البئر". وساهمت الكارثة والانتقادات الموجهة لأوباما بتدني شعبيته بمعدل ثلاثة أو أربعة نقاط، بحسب استطلاع "غالوب"، وكون الرأي العام كان ينتظر منه حضوراً أقوى خلال الكارثة. فأوباما الذي وصل الى البيت الأبيض بسبب تعاطفه مع الناخب الأميركي في خضم الأزمة الاقتصادية، كان بطئيا في التحرك والتجاوب مع الرأي العام هذه المرة. وكانت شركة "بريتش بتروليوم" أكدت أنها أحرزت تقدما في عمليات الحد من التسرب، وستسكتمل ضخ المواد الموحلة في الثماني وأربعين ساعة المقبلة قبل اصدار حكم نهائي حول جهودها الحالية. وبلغت تكاليف الانقاذ حتى الآن 930 مليون دولار، كما ألحقت الكارثة أضراراً جسيمة بالثروة البيئية والحيوانية وأرزاق الصيادين.