طالب شاب سعودي تعويضاً مالياً قدره ستة ملايين ريال من مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان لتسبب إحدى المستشفيات التابعة لها في فقدانه النظر من عينه اليسرى نتيجة ميكروبات موجودة في غرف التنويم، إلا أن الناطق الإعلامي في صحة جازان أكد أن الشاب تعرض لحادثة مرورية نتج عنها قطع نافذ بقرنية العين اليسرى، وضعف شديد بالنظر، وساءت حالته، ونقل إلى مستشفى الملك خالد التخصصي في الرياض. وقال إبراهيم معشي (24 عاماً) في حديثٍ إلى «الحياة»: «تعرضت لحادثة مرورية قبل خمسة أشهر، وحالتي وقتها مستقرة، ولا يوجد لدي إغماءات، وإنما نزيف بسيط في العين اليسرى، ونقلت إلى مستشفى الدرب العام، الذي أحالني إلى مستشفى الملك فهد المركزي في أبي عريش، وأشارت الفحوصات الطبية إلى وجود قطع في القرنية، وقرر خلالها الأطباء إجراء خياطة للمنطقة الممزقة، ووافقت على العملية وأجراها لي نائب المدير العام لصحة جازان الدكتور مصطفى واصلي»، مشيراً إلى أنه بعدها بيوم شعرت بصداع شديد في المنطقة اليسرى من رأسي، وازداد الألم في اليوم التالي، وبعد الفحص تبين وجود «ميكروب» على سطح القرنية. وأضاف أن الطبيب الذي أجرى له الجراحة حضر في اليوم الثاني، وطلب منه تغيير الأدوية «قطرات»، لكنها غير متوفرة في المستشفى ما جعله يشتريها من حسابه الخاص، وبعدها بساعات عدة ازداد الألم، وبدأ لون القرنية يتحول للأبيض والنظر يأخذ منحنى آخر، وقرّر الطبيب إجراء حقنة داخل الجسم الزجاجي للقرنية، لكنه لم يتغير شيء، لافتاً إلى أنه أحيل بعد ذلك إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في الرياض. وتابع: «وصلت إلى طوارئ مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، وتمّ الكشف على عيني، وكشط القرنية لأخذ عينة من الميكروب وزراعتها، وأجريت لي أشعة فوق صوتية ثلاث مرات، وأشعة الاستحثاث البشري بسبب احتمال حدوث تمزق بالعصب البصري، لوجود صديد داخل العين بسبب استفحال الميكروب وتكاثره، بيد أنه أتلف جميع أغشية القرنية، وتسبب في قطع في عصب العين، ما جعلني غير قادر على رؤية الضوء»، مشيراً إلى أن الأطباء اتفقوا على استئصال كرة العين، وزراعة أخرى اصطناعية في الحجاج الأيسر، ما أفقدني النظر بعينه اليسرى للأبد. وذكر أنه رفع شكوى إلى فرع جمعية حقوق الإنسان في المنطقة الجنوبية شكوى ضد صحة جازان ووزارة الصحة، لتعويضه مالياً ومعنوياً، كون إحدى المستشفيات التابعة لهما تسببت في خسارة النظر بعينه اليسرى، إذ إنه خسارته مضاعفة، لأنه شاب في مقتبل عمره، وحديث التخرج من الجامعة، ما أفقده الالتحاق بوظائف عدة نتيجة الإهمال وانتشار الميكروب في المستشفى. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان جبريل القبي ل «الحياة»، أن الشاب دخل مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، وحالته طارئة، بعد تعرضه لحادثة مرورية نتج عنها قطع نافذ بقرنية العين اليسرى وضعف شديد في النظر، إذ كانت رؤية حركة اليد أمام العين فقط، وأجريت له جراحة طارئة لترقيع العين اليسرى، وأعطي مضادات حيوية من نوع (zinacef)، مشيراً إلى أنه بعد ذلك أجريت له الفحوصات الطبية للعين، والخياطة الطبية لقطع القرنية وكانت سليمة، وكان مستوى النظر على بعد 1 متر، ولم يكن فيها خلال اليومين التي تبعت إجراء الجراحة. وأضاف: «ظهرت التهابات داخلية في العين مع ضعف في مستوى النظر، وبناءً عليه أجريت له أشعة تلفزيونية لأجزاء العين الداخلية، التي أظهرت بعض علامات الالتهابات الداخلية، وبعدها عمل له جراحة طارئة للمريض، ومن ثم أحيل إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في الرياض لإكمال علاجه». بدوره، أكد مدير فرع جمعية حقوق الإنسان في المنطقة الجنوبية أحمد البهكلي تلقي الفرع لشكوى الشاب، وسترفع إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، لافتاً إلى أن الجمعية ستساعده في الحصول على حقوقه المعنوية والمادية. إلى ذلك، ذكر المحامي والمستشار القانوني عبدالله الزمامي ل«الحياة»، أن مقدار الشجاج الشرعي الذي سيحكم لمعشي بعد ثبوت التقصير في حق المريض والتسبب في فقدانه عينه للأبد مئة ألف ريال فقط، مشدداً على الشاب حتى يتمكن من أخذ حقوقه رفع شكوى إلى وزير الصحة، الذي سيحيلها إلى اللجنة الطبية الشرعية، لتقدير التعويض المادي والمعنوي اللازمين للمريض المتضرر.