نيودلهي - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 71 شخصاً على الأقل وجرح 120 آخرون لدى خروج قطار سريع عن سكته في منطقة غرب ميدنابور، احد معاقل المتمردين الماويين الذي يبعد حوالى 135 كيلومتراً غرب كالكوتا، كبرى مدن البنغال الغربية شرق الهند. وجاء الحادث بعد أيام على تحطم طائرة ركاب في جنوب الهند، ما أسفر عن مقتل 158 شخصاً. وأوضح ناطق باسم السكك الحديد أن 13 عربة من قطار الركاب السريع الذي كان متوجهاً من كالكوتا الى بومباي وعلى متنه ركاب نائمون، خرجت عن القضبان، فيما لم يستبعد المفتش العام في شرطة البنغال الغربية سوراجيت كار بوراكاياستا العثور على جثث ركاب آخرين. وأعلن قائد الشرطة في ولاية البنغال الغربية بهوبيندر سينغ ان الحادث عمل تخريبي نفذه الماويون الذين يشنون غالباً هجمات على الشرطة ومبانٍ حكومية ومرافق للبنى التحتية مثل محطات السكك الحديد. وهم صعّدوا هجماتهم في الشهور القليلة الماضية رداً على حملة تنفذها قوات الأمن الحكومية ضدهم في ست ولايات بمشاركة 56 الف عنصر، من اجل اخراجهم من قواعدهم في الغابات. وكشف قائد شرطة البنغال الغربية العثور على منشورات دعائية ماوية في الموقع، مع العلم انهم نسفوا هذا الشهر حافلة في ولاية تشاتيسجاره الغنية بالمعادن، ما ادى الى مقتل 35 شخصاً وذلك بعد نحو شهر على مقتل 76 شرطياً في هجوم آخر. وايضاً، اشارت وزيرة النقل الحديد ماماتا بانيرجي بعد توجهها الى مكان الحادث الى الاشتباه في تورط اليسار المتطرف في العملية، «خصوصاً ان السكك الحديد هدف سهل». لكن حركة التمرد الماوية الناشطة في شمال الهند وشرقها منذ 1967 وتضم بين عشرة آلاف وعشرين الف مقاتل، والتي تقول انها تكافح من اجل الدفاع عن الفلاحين الذين لا يملكون أراضيَ وكذلك عن اقليات محلية، نفت تورطها بعملية تخريب القطار السريع. وقال الناطق باسم «لجنة الشعب ضد فظاعات الشرطة» المدعومة من حركة التمرد اسيت ماهاتو: «لسنا متورطين بأي شكل من الاشكال. هذا ليس عملنا». وقد تواجه نيودلهي ضغط الرأي العام لمراجعة استراتيجيتها في مكافحة التمرد التي فشلت حتى الآن في ظل رفضها اللجوء الى الجيش مفضلة الشرطة والقوات شبه العسكرية. وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اخيراً إن حركة التمرد الماوية تشكل اكبر خطر على الامن الداخلي. وهي تسيطر على مناطق مهمة لا سيما المناطق الريفية التي لم تستفد من التنمية الاقتصادية التي شهدتها الهند في الفترة الاخيرة. وقتل اكثر من 600 شخص السنة الماضية في هجمات نسبت الى الماويين. وحظرت الحكومة الحركة عام 2009 وباتت تعتبرها «ارهابية».