أمر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل بإخلاء موقع الورش والمقاهي في حي النزهة في محافظة جدة، ونقلها إلى منطقة عسفان التي تبعد 30 كيلو متر شمال المحافظة، بعد أن استمرت لعقود حتى أخذ سكان وزوار المحافظة على تلك المواقع، وأصبحت من معالمها لسنيين عدة. وناشد عدد من أصحاب المحال أمارة المنطقة بعدم الشروع في عمل الإخلاء، لما سيسببه ذلك الأمر من خسائر فادحة عليهم، ولاسيما أن منطقة النزهة والتي تسمى ب«صناعية الشمال» تعتبر في قلب جدة، والمنطقة التي سينقلون إليها تعتبر خارج محافظة جدة، ويسري هذا الحديث على المقاهي التي اعتاد روادها عليها، لوقوعها بالقرب من أماكنهم، ونقلها إلى عسفان سيكبدهم عناء طريق طويل، ومن ثم يشاطرون رواد الورش والمقاهي مطالبة مالكيها ببقائها، أو إيجاد منطقة قريبة منهم، بعيداً عن عسفان. وأكد مصدر في أمانة محافظة جدة ل«الحياة» أنه «تم تشكيل لجنة من أمير منطقة مكةالمكرمة، تضم جهات حكومية عدة من أبرزها: شرطة محافظة جدة، التي تعتبر الرئيس في اللجنة، إضافة إلى الأمانة وشركة الكهرباء والشركة الوطنية للمياه والدفاع المدني، إذ تقوم كل جهة بالعمل المنوط بها، إذ يكون دور الأمانة إغلاق المحال وهذا العمل يعتبر مهم جداً، كما تقوم شركة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي، وشركة المياه الوطنية بإيقاف إيصال المياه إلى المحال». وأضاف «كل جهة تتحرك بحسب التعليمات والتوجيهات من اللجنة، إذ إن العمل عبارة عن منظومة واحدة، وتعمل بخطة موضوعة، وليس كل جهة تعمل بمفردها». وأوضح المصدر أن «هناك إنذارات قدمت لأصحاب المحال، فهناك إشعارات مقدمة من الأمانة وشركة الكهرباء، تنذر أصحاب المحال بالإخلاء قبل التاريخ المحدد وهو 30 شعبان المقبل، وبدأ العمل على تنفيذ ذلك القرار من مطلع هذا الأسبوع، وسيستمر إلى نهاية المهلة المحددة»، وأبان أن «عملية إغلاق المحال ونقلها من مكانها؛ لأن المنطقة التي تقع فيها تلك المحال (حي النزهة) يعتبر واجهة للمطار ولبوابة محافظة جدة من ناحية المطار، ولاسيما أن المطار الجديد لم يتبق على افتتاحه سوى أشهر، وبالتالي تم إخلاء المحال إلى منطقة عسفان». ونوّه المصدر أن منطقة النزهة ستحظى بعملية تطوير ومشاريع حديثة، لتكون واجهة لمدينة جدة بدلاً من الواجهة القديمة، التي تحوي الورش والمقاهي، وهذا لا يليق بمدينة بحجم جدة». من جهة أخرى، بينت اللجنة المشكلة من أمير منطقة مكةالمكرمة في بيان لها أنه تم إغلاق 709 ورش مع قطع الكهرباء والمياه عنها، وإغلاق 32 مقهى، وإنذار تسعة محال، وإنزال لوحات 44 محلاً مخالفاً، كما تم سحب 216 سيارة خربة، وتوجيه إنذارات بسحب 1935 سيارة خربة أخرى.