توقع رئيس مجلس إدارة شركة «تِمبلتون أسّت مانجمنت» للاستثمار مارك موبيوس، أن «يصل حجم الاكتتابات في أسهم الدول الناشئة هذه السنة إلى 150 بليون دولار، في مقابل 87 بليوناً عام 2009»، مذكّراً بأنها «بلغت الذروة عام 2007 محققة 180 بليون دولار». ولفت في ندوة أمس عن «تطلعات الأسواق الناشئة» وفرص الاستثمار فيها، نظّمها «بنك لبنان والمهجر للأعمال» بالتعاون مع شركة «فرانكلين تمبلتون إنفستمنتز» التي تدير صناديق استثمار في العالم، إلى أن حصة هذه الدول من القيمة الترسملية للأسهم العالمية «ارتفعت من 8 في المئة عام 2000، إلى ما يزيد على 33 في المئة عام 2009». واستهل اللقاء المدير العام ل «بنك لبنان والمهجر للأعمال» فادي عسيران، مقدماً موبيوس كمستثمر بارز في عالم الأسواق المالية، ويدير صناديق استثمار بقيمة 35 بليون دولار في الأسواق الناشئة. وقارن موبيوس بين تطور الأسواق الناشئة وتلك النامية، مرجحاً أن «تزدهر الأسواق الناشئة ثلاثة أو أربعة أضعاف أي ما يعادل 4 إلى 5 في المئة في مقابل واحد في المئة في الأسواق النامية». وأشار إلى أن الأسواق الناشئة «تملك احتياطات بالعملات الأجنبية تصل إلى 5500 بليون دولار مقارنة ب 3000 بليون في البلدان المتطورة، فيما تشكل نسبة الدين العام لدى الأولى 30 في المئة من الناتج المحلي في مقابل 85 في المئة في الأسواق المتقدمة». وتناول موضوع التضخم، ملاحظاً أن معدله في الأسواق الناشئة تراجع إلى 6 في المئة في نيسان (أبريل) الماضي بعد ارتفاع بلغ 10 في المئة عام 2008، متوقعاً «ثباته على 4 في المئة». وربط موبيوس الازدهار في هذه الأسواق بالنمو السكاني، مشيراً إلى أنها «سجلت نمواً نسبته 50 في المئة منذ عام 1990، في مقابل 8 في المئة في الدول المتطورة». ولاحظ «نمواً في الناتج الفردي بلغ 126 في المئة في الأسواق الناشئة و32 في المئة في الأسواق النامية، موضحاً أن الصين والهند برزتا «كمستهلكين رئيسين من الناتج العالمي من خلال استيراد 10 في المئة من التجارة العالمية». وفي ظلّ المشاكل التي تواجه البلدان المتقدمة نتيجة أزمة المال العالمية، رأى موبيوس أن «ليس جيداً أن تطبّق الأسواق الناشئة أنظمة الأسواق النامية»، ولم يغفل أن في الأسواق الناشئة مشكلة أساسية، تكمن في الفساد الذي يصعّب على المستثمر وضع توقعاته. وعن الوضع في لبنان، أشار الى أن «النمو المحقق كان لافتاً»، مؤكداً اهتمام شركته بالاستثمار في القطاعين العقاري والمصرفي. وشدّد على أن أزمة دبي «ولّت، وزال الخوف من انهيار الوضع»، لكن لم يغفل أن «يستغرق تحسّن الوضع بعض الوقت». وعن مستقبل العملة الأوروبية الموحدة، رأى صعوبة في التكهّن بالمستوى الذي ستبلغه، لكن استبعد أن «يضعف سعرها أكثر»، إذ أكد أن «اليورو لم يمت ولن يموت، وسيتوسع نطاقه في ظل انضمام بلدان جديدة إليه».