ضعف ثقة المشاهد في برامج التلفزيون المعروضة، وعدم الحضور التربوي والاجتماعي لبعث مفاهيم أخلاقية حسنة من خلال المؤسسات الإعلامية، هما السبب الرئيس لعزوف المشاهد عن القنوات العربية الى البحث عن ضالته فى الإعلام الغربي. وعلى رغم اختلاف الثقافات والتقاليد والقيم، رأى المشاهد العربي أن إعلام الدول الغربية يفي بحاجته، وعندما تنبهت الفضائيات العربية الى ذلك، رأت ان اجتذاب المشاهد العربي مرة أخرى هو إنتاج برامج بالطراز الغربي نفسه، فأصبحت البرامج تافهة، إما برامج للرغي والقيل والقال، أو برامج تصيب المشاهد بالتشتت وعدم الفهم، أو برامج المسابقات والفوازير. وفي الإطار نفسه اتُخذت وسائل الإعلام كمنابر شخصية للدعاية وللانتخابات ولترسيخ الشعارات الفارغة، وأيضاً خلو الساحة من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات لارتقاء هذه المنابر، جعل هذه المنابر مقراً مفضلاً لكل متطرف فى أفكاره، وكل مهاجم في ألفاظه، وكل ساخر في فنه وإعلامه، وفي النهاية: للأسف لم تستطع الفضائيات العربية ان تقلد الفضائيات الغربية مع الحفاظ على القيم والأخلاقيات، أو على الأقل أن تعيد المشاهد العربي الى شاشتها مرة أخرى.