تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دعوة لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة قضيتي الأمن والسلم الاقليمييْن، في وقت دوّت صفارات الإنذار في إسرائيل في إطار مناورات ضخمة لفحص جاهزية الساحة الداخلية للحرب، وذلك بموازاة تصعيد عسكري اسرائيلي في قطاع غزة خلّف نحو 20 جريحاً. في هذه الاثناء، اقتربت لحظة المواجهة بين إسرائيل و«اسطول الحرية» الذي من المقرر ان يصل الى غزة السبت في محاولة لكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع. واعلن البيت الابيض امس ان الرئيس محمود عباس سيزور الرئيس باراك أوباما «في المستقبل القريب»، مضيفاً: «الرئيس يتطلع الى زيارة الرئيس عباس في المستقبل القريب، ونحن نعمل لتحديد التوقيت». جاء هذا الاعلان بعد ساعات على الدعوة التي وجهها الأمين العام للبيت الابيض رام ايمانويل الى نتانياهو لزيارة واشنطن خلال لقائهما في القدسالمحتلة، اذ قال ايمانويل: «بالنيابة عن الرئيس، يسعدني ان اوجه الدعوة (الى نتانياهو) لزيارة الرئيس اوباما في البيت الابيض وعقد لقاء عمل لمناقشة المصالح الامنية المشتركة، اضافة الى علاقة التعاون الوثيق بيننا من اجل تحقيق السلام بين اسرائيل وجيرانها». وافاد مسؤولون اسرائيليون ان لقاء اوباما - نتانياهو سيعقد الثلثاء عقب زيارة الاخير لكندا. وتزامن لقاء ايمانويل - نتانياهو مع أكبر مناورة تجريها اسرائيل للدفاع المدني لفحص الجاهزية لحرب على كل الجبهات قد تتعرض فيها لآلاف الصواريخ، بما فيها صواريخ تحمل رؤوساً غير تقليدية تطلق عليها من سورية ولبنان وقطاع غزة وايران. ولهذه الغاية، أُطلقت صفارات الإنذار صباح امس، معطية الاسرائيليين إشارة التوجه الى أقرب ملجأ لمدة عشر دقائق، علماً ان المناورة التي اطلق عليها اسم «نقطة تحول 4»، بدأت الأحد وتنتهي بعد ظهر اليوم، ويشارك فيها الجيش والشرطة واجهزة الطوارىء والجمعيات المحلية ونحو 150 هيئة حكومية. ويفترض بالجميع تنسيق العمل في ما بينهم، خصوصا في مجال اجلاء الضحايا والسكان والتصدي للحرائق وتوفير الخدمات الاساسية. في الوقت نفسه، صعّدت اسرائيل عدوانها على قطاع غزة حيث أصيب امس ثلاث مزارعين برصاص قوات الاحتلال قرب الحزام الامني على طول الحدود مع قطاع غزة، كما أُصيب 15 آخرون بشظايا صواريخ خلال غارات ليل الثلثاء - الأربعاء على أهداف مدنية شملت مطار غزة الدولي في رفح جنوب القطاع، وموقع تدريب تابع ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، شمال القطاع. بموازاة ذلك، تترقب اسرائيل المواجهة المقبلة مع «اسطول الحرية»، وهي مواجهة أَطلقت عليها اسم «رياح السماء»، واستعدت لها بتجهيز سجن موقت في ميناء اسدود لاعتقال المتضامنين وعددهم 750 شخصياً على متن 9 سفن. في المقابل، استعدت الحكومة المقالة في قطاع غزة وشبكة المنظمات الأهلية ومنظمات وجمعيات أخرى لاستقبال المتضامنين من خلال التعاقد مع عدد من الفنادق لاقامة مريحة لهم، فيما مهدت جرافات تابعة للحكومة وبلدية غزة الميناء الترابي البدائي، وسوّت الطريق التي ستسلكها سيارت الصحافيين المحليين والمتضامنين القادمين، كما أجرت قوات الشرطة وحفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية «مناورات أمنية» لاختبار مدى جهوزيتها لهذا الحدث الكبير. وواصلت سفن الأسطول الثماني، من بينها ثلاث سفن شحن، قطع مئات الأميال البحرية في اتجاه جزر «كريت» و«ردوس» اليونانيتين. وقال المنسق في الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة رامي عبده ل «الحياة» عبر الهاتف من لندن أن سفينتين أُخرييْن ستصلان الى لارنكا، فيما ستصل أربع سفن ايضا اليوم. ورجح أن تصل السفن الايرلندية والكويتية غداً الى لارنكا. وتوقع أن تصل السفن بعد غد الى شاطىء غزة. وتحمل سفن الشحن نحو 10 آلاف طن من مواد البناء والمواد الطبية والمنازل الجاهزة و500 كرسي كهربائي متحرك للمعوقين.