أنهى خادم الحرمين الشريفين، معاناة خريجات معاهد المعلمات، التي استمرت لأكثر من 15 عاماً. على رغم أن الخريجات لم يبدأن في المطالبة بإنهاء مشكلة توظيفهن إلا قبل عامين، وذلك عقب أن توحّدن إعلامياً وقانونياً في منتدى «معلمي ومعلمات المملكة»، المتخصص في شؤون المعلمين والمعلمات. وعلى رغم الجهود الإعلامية والقانونية، التي بذلت منذ انطلاق المطالبات، إلا أن أواخر تلك الفترة شهدت تحولات في مسار قضية تعيين الخريجات، سارت بها نحو «صمت مُطبق»، استمر لنحو تسعة أشهر. وبعد تولي الأمير فيصل بن عبدالله منصب وزير التربية، مطلع عام 2009، أثيرت القضية من جديد، إذ قدمت اللجنة الإعلامية لمعلمي ومعلمات المملكة، مطالب المعلمين والمعلمات، إلى الوزير، حيث كان من ضمنها «تعيين خريجات المعاهد»، فيما مرت القضية بعد ذلك بتحول تدريجي نحو التوجه القضائي، عقب اتفاق الخريجات مع المحامي عبدالعزيز الزامل، الذي تقدم في بداية توليه القضية، ببرقيات إلى وزارة التربية، إضافة إلى مقابلته مسؤولين في الوزارة، إلى أن اتخذ في الأسبوعين الماضيين، خطوة إرسال طلبات تعيين قدمت للوزارة. وأوضح محامي خريجات المعاهد عبدالعزيز الزامل، أنه كان يطالب بالتعيين «لمعالجة الوضع القائم»، معبراً عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على «وقفته الحانية مع خريجات المعاهد»، ومنوهاً إلى «الاهتمام الكبير بالخريجات، وقضيتهن من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله». بدوره، أعرب المسؤول الإعلامي لقضية خريجات المعاهد بدر الجبل، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، على «وقفته» مع الخريجات، منوهاً إلى «حرص ولاة الأمر، على تلمس حاجات المواطنين والمواطنات»، مشيراً إلى أن «الفرحة بالتعيين عمت الجميع». ورحّبت خريجة المعهد جميلة نواش (من محافظة تيماء)، بقرار خادم الحرمين الشريفين، بتعيين الخريجات، لافتة إلى «عظم القرار، الذي يدل على إنسانية الملك عبدالله». كما أشارت الخريجة أم لمار (من تبوك)، إلى أنها لم تتمالك دموعها حينما سمعت بخبر تعيينها، «بعد سنوات من الحرمان الوظيفي». فيما ذكرت الخريجتان أم نايف ومزون نواف، أنهما لم تستغربا هذا الموقف «من رجل المواقف، ملك الإنسانية الوفي لشعبه». أما أم الوليد فذكرت أنها لم تصدق الخبر «من شدة فرحتي بالتعيين». وقالت الخريجة مشاعل الحربي من محافظة الرس: «القرار أوقف العد التنازلي لأعوام اليأس والحيرة، إذ ان معاناة خريجات المعاهد أخذت من أعمارنا الكثير»، مبدية أمنياتها بالتوفيق في عملهن واللحاق بركب من قبلهن. «اللجنة الإعلامية»: خادم الحرمين ذلل الصعاب... ووفر الإمكانات للتعليم رفعت اللجنة الإعلامية لمعلمي ومعلمات المملكة، شكرها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد «وقفته الأبوية الحانية مع بناته خريجات المعاهد، اللاتي مضى على تخرجهن ما يزيد على 15 عاماً. ولم يتم تعيينهن»، مشيرة إلى أن الملك «قام بتذليل الصعاب، وتوفير الإمكانات، «هو الداعم الأول لركب العلم والمعرفة في المملكة»، منوهة إلى أن «وقفة الملك مع خريجات المعاهد، تأتي ضمن سلسلة وقفات أبوية، كان أبرزها وقفته مع المعلمين والمعلمات، في قضية المستويات، التي استحدث من أجلها أكثر من 204 آلاف وظيفة تعليمية، على المستويين الرابع والخامس». وأشادت اللجنة بالدور الكبير من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، ونوابه، في قضية الخريجات و«حرصهم على نقل المعاناة بكل شفافية ووضوح، إلى خادم الحرمين الشريفين، ووصولها إلى أروقة مجلس الوزراء، ليتم البت فيها».