كرست الانتخابات البلدية في بلدات محافظتي الجنوب النبطية، اول من أمس، مرجعية «التيار الوطني الحر» بزعامة ميشال عون في مدينة جزين، بعدما تمكن في الانتخابات النيابية الاخيرة في حزيران (يونيو) الماضي، من حصد المقاعد النيابية الثلاثة المخصصة لقضاء جزين. وتكمن اهمية معركة جزين في انها مسيحية بامتياز، بمعنى ان جميع ناخبيها مسيحيون وأن لا وجود لمقترعين مسلمين فيها، وهذا ما يثبت مرجعية «التيار الوطني» عليها حسماً للجدل الذي ترتب على الانتخابات النيابية من انه نجح بقوة حليفه «حزب الله» الذي يتمتع بنفوذ في القوى الشيعية والمختلطة في قضاء جزين. وشهدت الانتخابات البلدية في جزين اعادة خلط للأوراق السياسية تمثل من جهة بتحالف «التيار الوطني الحر» مع كميل سرحال المرشح الخاسر في الانتخابات النيابية على لائحة النائب السابق سمير عازار، ومن جهة ثانية بقيام تحالف بلدي هو الاول من نوعه بين الاخير وحزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» اللذين لم يقترعا لمصلحته في النيابة، وكان الى جانب النائب السابق ادمون رزق الذي رئس لائحة نيابية ثالثة. وهذا ما انتج لائحة بلدية برئاسة الرئيس الحالي سعيد ابو عقل الذي خسرت لائحته الانتخابات البلدية. ويذكر أن خوض «التيار الحر» الانتخابات في جزين اعطى دفعاً للإقبال على صناديق الاقتراع اذ بلغت نسبة الاقتراع نحو 60 في المئة، فيما كانت في حدود 40 في المئة في الانتخابات البلدية عام 2004. وبينت النتائج الاولية غير النهائية للدورة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي أُجريت في جنوب لبنان، فوز لائحة «جزين التغيير» المدعومة من «التيار الوطني الحر» في جزين بفارق بسيط عن لائحة «جزين حلوة وأحلى» المدعومة من «القوات اللبنانية» و «الكتائب» والنائب السابق سمير عازار، اذ جاء الحسم بفارق اصوات عين مجدلين. وبذلك، حقق «التيار» الهدف الاساس الذي خاص من أجله المعركة وهو إثبات مرجعيته في جزين، وأهليته للفوز دون الاعتماد على حليفه الشيعي «حزب الله»، على اعتبار ان جزين تمثل الثقل المسيحي في الجنوب. على خط مواز، اكتسح تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» معظم بلديات اقضية الجنوب والنبطية، ولم يتعرض سوى لاختراقات بسيطة. ففي بلدة دير الزهراني خرقت لائحة توافق «أمل - حزب الله» بعضوين من اللائحة المدعومة من قوى اليسار والعائلات. وفي حين احرز التحالف نصراً في عدد كبير من البلدات الجنوبية، ومنها بلدات شهدت معارك مثل حولا وعيثرون وغيرها، تردد أن المرشحين ضمن لوائح التحالف لم يحرزوا عدد الاصوات نفسها. ففي النبطية مثلاً تردد أن الاصوات التي نالها مرشحو «أمل» تفوق الى حد ملحوظ عدد الاصوات التي نالها مرشحو «حزب الله». كما أظهرت النتائج الاولية غير الرسمية فوز لوائح العائلات مدعومة من «القوات» و «14 آذار» في بلدات القليعة وكوكبا ودير ميماس وراشيا الفخار (مسقط رأس رئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» أسعد حردان)، وخسارة اللوائح المدعومة من «التيار الحر» و «الحزب القومي». وفي بلدة يارين فازت اللائحة المدعومة من «تيار المستقبل»، وكذلك الامر في بلدتي البستان والبرغلية الواقعتين في قضاء صور، في حين فازت اللائحة المدعومة من «المستقبل» و «الجماعة الاسلامية» في بلدة شبعا.