باريس - أ ف ب - انخفضت نسبة وفيات الأطفال تحت سن الخامسة في العالم بحوالى 60 في المئة خلال العقود الأربعة الأخيرة. وتسارع هذا الانخفاض الايجابي خلال العقدين الماضيين، مع تراجع عدد الوفيات بين حديثي الولادة والرضع والأطفال بين سن الواحدة والرابعة، من 11.9 مليون إلى 7.7 مليون في العام 2010. لكن، لا يزال عدد كبير من الاطفال يموتون ويعود ذلك في غالبيته إلى أمراض يمكن الوقاية منها، لا سيما في أكثر دول العالم فقراً. ويواجه اليوم طفل يولد في تشاد أو مالي أو نيجيريا خطر عدم بلوغ سن الخمس سنوات أكثر بستين مرة من طفل يولد في البلدان الاسكندينافية. وما زال التقدم المحرز بعيداً من الهدف الإنمائي الذي وضعته منظمة الأممالمتحدة للألفية الجديدة، وهو خفض وفيات الأطفال بنسبة عامة تبلغ 66 في المئة بين 1990 و2015. لكن هذا الانخفاض الذي يسجل في نسب وفيات الأطفال دون الخامسة يعتبر إنجازاً مشجعاً وينبئ بتطور اضافي ممكن. وعلى رغم الوتيرة الحالية للتقدم والتي لا تعتبر كافية، فإن 31 دولة تعتبر على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف الذي رسمته الأممالمتحدة للعام 2015، بينها البرازيل والمكسيك وماليزيا ومصر. وبصورة عامة، من بين 187 دولة تتناولها الدراسة، يرجح أن تبلغ 54 منها الهدف المرسوم. في العام 1970، كانت تسجل أكثر من 200 وفاة لكل 1000 ولادة لطفل حي. واليوم ما من دولة تتخطى عتبة 200 وفاة لكل الف ولادة، وفق دراسة نشرت في الصحيفة الطبية البريطانية «ذي لانست». ويقول أحد المشاركين في الدراسة كريستوفر موراي: «ان واحداً من أهم انجازات العقدين الماضيين هو هذا التقدم المذهل في البلدان التي كانت تسجل تاريخياً أعلى نسب وفيات أطفال في العالم». ويضيف أنه «بخلاف وفيات البالغين، حيث نلاحظ أن الفارق يتسع بين البلدان ذات النسبة العالية من الوفيات وتلك ذات النسبة المنخفضة، فإن ذلك الفارق بالنسبة إلى وفيات الأطفال هو إلى انحسار». واليونيسف على سبيل المثال، أحصت 8.77 مليون وفاة بين الأطفال في العام 2008، في حين أن الدراسة الجديدة قدرت العدد ب 7.95 مليون للعام نفسه أي ان الفارق هو 820 ألفاً. وساهمت عمليات التلقيح والتحصين والحملات المضادة للملاريا وتلك الخاصة بالحؤول دون انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى طفلها، والعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية، في تسجيل هذا الانخفاض العام. وفي أوروبا، تعتبر بريطانيا الأسوأ. فبعدما كانت في المرتبة الثانية عشرة في ترتيب العام 1970، انحدرت لتبلغ المركز الثالث والثلاثين في العام 2010. من جهتها سجلت البرتغال أفضل تقدم في الفترة الزمنية نفسها. فانتقلت من المرتبة 74 إلى المرتبة العاشرة، أي من 74 وفاة لكل 1000 ولادة إلى 3.3 وفاة. بعد سنغافورة، التي تأتي في المرتبة الأولى عالميا بلغت أقل نسبة وفيات بين الأطفال للعام 2010 في كل من إيسلندا والسويد وقبرص ولوكسمبورغ. أما الولاياتالمتحدة التي انخفض ترتيبها من 20 إلى 42 منذ العام 1970، فإن نسبة الوفيات فيها تكاد تبلغ ضعف المعدل الأوروبي.