تسلم الرئيس السوري بشار الأسد رسالة شكر خطية من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي تتعلق، كما ذكر ناطق رئاسي سوري، ب «الدور الذي لعبته سورية في إطلاق الفرنسية كلوتيلد ريس (التي كانت معتقلة في طهران بتهمة التجسس لمشاركتها في التظاهرات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في ايران في حزيران / يونيو الماضي) والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وأهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية واستثمار هذه العلاقات الجيدة بما يسهم في استقرار المنطقة». ونقل الرسالة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الذي زار سورية وانتقل الى لبنان حيث قابل رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري الذي غادر بعد ذلك الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما. وركز لقاء الأسد - كوشنير على الموضوع النووي الإيراني، وعبر الأسد «عن أهمية الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا والبرازيل مع إيران وإن هذا الاتفاق بحد ذاته يؤكد أن المقاربة الصحيحة فقط تؤدي إلى نتائج إيجابية». وحضر اللقاء وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية مدير إدارة أوروبا عبد الفتاح عمورة والسفير الفرنسي والوفد المرافق لكوشنير. وأكد الرئيس الأسد «ضرورة تغيير الدول المعنية مقاربتها موضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني خصوصاً أن هذا الاتفاق يعتبر فرصة ثمينة للتوصل إلى حل ديبلوماسي وتجنيب المنطقة والعالم الصدامات الكارثية». وعن المقاومة وتهديدات إسرائيل المستمرة لإشعال الحروب وزعزعة استقرار المنطقة، قال الأسد إن «على الغرب أن يدرك أن المنطقة تغيرت وأن اللغة والسياسات والمقاربات التي كان يستخدمها سابقاً مع المنطقة لم تعد مقبولة ولم يعد مقبولاً أيضاً الصمت عن خروق إسرائيل وزرعها فتيل الفتنة وإذا أراد الغرب أمناً واستقراراً في منطقتنا فلا بد له من البدء بلعب دور فاعل للجم إسرائيل والحد من توجهاتها المتطرفة والخطيرة على أمن المنطقة وسلامها». وقال الناطق الرئاسي ان كوشنير «عبر عن رغبة فرنسا الدائمة في لعب دور فاعل لنزع فتيل التوتر من المنطقة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل كل المسائل من خلال الحوار». وانتقل كوشنير الى العاصمة اللبنانية على متن طائرة خاصة. وكان في استقباله في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي وزير الخارجية اللبناني علي الشامي والسفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون وأركان السفارة. واجرى على الفور محادثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور بييتون ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري والمستشار هاني حمود، وعرضا «الجهود المبذولة لخفض التوتر في المنطقة ودفع عملية السلام إلى الأمام على المسار الإسرائيلي - الفلسطيني، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية». وانتقل كوشنير الى قصر بعبدا، وأجرى محادثات مع الرئيس سليمان في حضور بييتون. وابلغ الوزير الفرنسي سليمان ان هدف جولته «الدفع في اتجاه تخفيف حال الاحتقان التي سادت في الفترة السابقة والتي بدأت تشهد تراجعاً في الأيام الأخيرة، خصوصاً في موضوع التهديدات الإسرائيلية. كما تناول اللقاء مجمل الأوضاع والملفات المطروحة على الساحة الشرق - أوسطية وموقف فرنسا والمجموعة الدولية منها». وأضاف البيان ان كوشنير «جدد دعم صداقة فرنسا للبنان واستعدادها الدائم للوقوف الى جانبه ومواصلة التعاون والمساعدات خصوصاً على المستوى العسكري»، مشيراً «الى الدور الذي تقوم به قوات «يونيفيل» وتعاونها الوثيق مع الجيش»، متمنياً «استمرار هذا التعاون وتعزيزه». واكد سليمان «وجوب تضافر جهود المجتمع الدولي والضغط من اجل اطلاق مفاوضات التسوية السلمية في الشرق الأوسط على قاعدة مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام».