ما نشهده الآن من حراك داخل الأندية هو عمل حضاري يتوافق مع دوران عجلة التقدم في كل الاتجاهات، وهذا الحراك يؤكد بالفعل ان تلك الأندية بدأت تهضم مسألة الاحتراف بكل معانيها على أمل ان نشهد في المواسم المقبلة تطبيقاً فعلاً لهذا الاحتراف الذي سيقودنا الى مراتب عليا في مجال كرة القدم. فمنذ الإعلان عن نهاية الموسم فإن غالبية الاندية بدأت في التجهيز للموسم المقبل، فالعديد منها تعاقدت مع مدربين ولاعبين محليين او غير محليين وتكاد صورتها ان تكتمل في وقت وجيز، بل ان هناك اندية تحضّر الآن لإقامة معسكراتها الداخلية او الخارجية. هذا العمل الجاري في الوقت الراهن يؤكد أننا سنتواصل مع موسم استثنائي فنياً سترتفع فيه حدة المنافسة والإثارة المطلوبة، وما قدم وينقل لنا عبر الكثير من وسائل الإعلام من أخبار يكشف أننا قد نرى مدربين مشهورين ولاعبين اكثر شهرة، هذا ما يرفع من وتيرة المنافسات وهو بلا شك سيعود في مجمله على المستوى العام سواء كان للمنافسات السعودية ام حتى على مستوى المنتخبات وهو ما يشير الى ان الاحتراف السعودي بدأ يظهر لنا بصورة أكثر ايجابية. ونحن نعرف أن هناك تسابقاً بين دول مثل اليابان وكوريا وأستراليا والصين وقطر والإمارات، لفرض الهيمنة على البطولات الآسيوية والوصول إلى العالمية، لهذا فإن دعم الأندية من خلال عملها الاحترافي الراهن ربما طوى الكثير من المسافات، خصوصاً أن لدينا الكثير من المكتسبات التي نتمنى أن تستمر ولا تصبح مجرد تاريخ. المنافسات ستأخذ أشكالاً اخرى تتعلق مبدئياً بعدم التسليم بوجود بطل مسبقاً به كما حدث في المواسم الماضية وان كان مثل هذا الحديث سابق لأوانه، لكن من الصعب أن تتابع الدوري وأنت تعرف مثلاً من صاحب اليد الطوالى فيه وتبدأ في ترقب أصحاب المراكز التالية، وهذا ما حدث فعلياً في سنوات ماضية، لكنني أرى أن هناك الكثير من المتغيرات في الموسم المقبل، فالاستعدادات القائمة تنبئ عن مستوى منافسة مرتفع جداً وتطرح سؤالاً حول مستوى ما ستفرزه هذه الاستعدادات من حدة في المنافسة. [email protected]