كشف استشاري أمراض الدم وسرطان الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام الدكتور زكي نصر الله عن «حق المرأة الحامل في إجهاض جنينها، في حال ثبتت إصابته بمرض الثلاسيميا». وذكر أن «وزارة الصحة أقرت حق الإجهاض، المؤيد من جانب العلماء»، إلا أن القرار لم يأت في صالح الحوامل «لعدم تطبيقه على أرض الواقع، ما دعا بعضهن إلى إجراء العملية خارج المملكة». وعلى رغم فحص ما قبل الزواج، إلا أن نسبة الإصابة لا تزال مرتفعة، وتبلغ نحو ألفي حالة. ويخضع المصابون بالمرض إلى عملية نقل دم، مرة كل شهر، منذ بلوغهم شهرهم الرابع. ويضطر المرضى إلى نقل الدم لغياب أي علاج آخر، فيما عدا عمليات زرع نخاع العظم. وبين نصر الله أن «الثلاسيميا مرض وراثي، ناتج عن عدم قدرة نخاع العظام، في إنتاج كريات الدم الحمراء»، مضيفاً أنه «يسمى المرض الثلاسيميا ب«بيتا»، ويعرف في الطب العربي بمرض البحر الأبيض المتوسط». وقال إن «أعراض الإصابة بالمرض تظهر في المصاب منذ الشهر الرابع، بعد ولادته، وحينها يحتاج إلى نقل دم مرة كل شهر، كما يأخذ أدوية أخرى، تمنع العوارض السلبية لعملية النقل، وبخاصة تراكم الحديد في الجسم، والذي يؤدي عدم التخلص منه إلى الوفاة». وقال إن «المرأة الحامل يحق لها إجراء فحص على جنينها، في الشهر الثاني من الحمل، وفي حال ثبتت إصابته بالمرض، يمكنها إجهاض الجنين»، مضيفاً «يمكن اكتشاف المرض لدى الجنين منذ الشهر الثاني». وأكد أن «وزارة الصحة أقرت الإجهاض، وأيدها في ذلك العلماء». إلا أن «العمل بالقرار غير مطبق في السعودية، ما دعا بعض الحوامل من القادرات مالياً إلى إجراء الإجهاض في خارج المملكة، وبخاصة في قبرص والبحرين واليونان». وأوضح أن «أكثر أماكن انتشار المرض في حوض البحر الأبيض المتوسط، ومنه أخذ اسمه، كما ينتشر في العالم العربي، وبنسبة أقل في بقية دول العالم». وذكر أن «اليونان استطاعت القضاء على المرض، لعملها بفحص الأجنة في الشهرين الأولين، وإجهاض المصابة منها، وقلت نسبة الإصابة فيها إلى عشرة في المئة». وأشار إلى «قلة مراكز الفحص في البحرين، مقارنة بقبرص واليونان»، وعلى الرغم من «إقرار وزارة الصحة بالإجهاض، إلا أن العمل فيه مجمد، بسبب قلة الإمكانات، في ظل وجود مئات المصابين»، مضيفاً «عادةً ما ننصح المرأة الحامل بالسفر إلى الخارج، وإجراء التحاليل والإجهاض في حال ثبتت إصابة الجنين»، موضحاً «يمكن تلافي إصابة الجنين بالمرض من طريق الحمل بالأنابيب، الذي يتم بعد فحص البويضة قبل عملية الحمل، إلا أن هذا الإجراء غير موجود، وطالبنا وزارة الصحة بتبني المشروع، الذي سينقذ مئات المصابين من المرض، من أبوين راغبين بالإنجاب». وذكر أن «المملكة تضم نحو ألفي مصاب، منهم ألف مسجل رسمياً، فيما الألف الثانية مستخرجة من النسبة الأولى». وأشار إلى أن السبب الرئيس وراء المرض وراثي، موضحاً أن «المرض ينتقل إلى الأطفال إذا كان الأبوان حاملين للمرض، وفي حال كان أحدهما مصاباً، فلا ينتقل المرض إلى الأطفال»، مضيفاً «عادة ما ننصح الحاملين للمرض من الراغبين في الزواج بعدم إكماله». وعلى الرغم من انطلاق برنامج الفحص قبل الزواج، إلا أنه «لا توجد إحصائية تكشف تدني نسبة الإصابة، وبخاصة أن الإحصاءات ما زالت غير متكاملة». ولم يتوصل الطب الحديث إلى علاج لمرض الثلاسيميا، فيما عدا نقل الدم أو «زراعة النخاع العظمي»، وقال نصر الله إن «الطريقة الوحيدة للتخلص من المرض في شكل نهائي، تكمن في زراعة النخاع»، مضيفاً أنه «تم إجراء عدد من العمليات في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتكللت بالنجاح بنسبة كبيرة». ويتمثل العلاج الآخر من المرض في «نقل الدم»، إلا أن له عوارض ربما تكون مميتة، وأوضح أن «المريض الخاضع لعملية نقل الدم، عليه الخضوع لأدوية أخرى، للتخلص من الأعراض»، ويمثل تراكم الحديد أحد العوارض الخطرة، وذكر أن «المريض يأخذ حقنة تحت الجلد، لمدة تتراوح بين خمسة وسبعة أيام، للتخلص من الحديد الزائد، وفي الوقت الرهن استبدلت وزارة الصحة الحقن بأدوية، تؤخذ من طريق الفم، في شكل يومي، وفي حال عدم أخذها، يؤدي إلى الوفاة». ومن بين الأعراض الأخرى «التهابات بسبب نقل الدم، ومشكلات في القلب والغدد الصماء». وأشار إلى أن «جمعية الأورام السرطانية في القطيف، ستنظم يوماً خاصاً للمرضى وذويهم، الخميس المقبل»، مبيناً أنه «تجمع توعوي، يناقش المشكلات المصاحبة للمرض»، كما سيستضيف التجمع «أخصائي زراعة عظام، من مستشفى الملك فيصل التخصصي، ليتحدث عن زراعة النخاع، وما يتطلبه من المريض الراغب في العلاج».