يستعد نك (نجيب) كالداس، نائب مفوض الشرطة في ولاية «نيوساوث ويليز» أكبر الولايات الأسترالية للتقاعد بعد 34 سنة في الخدمة، وبعد أن تبوّأ أرفع المناصب ونال أهم الجوائز، علماً أن وسائل الإعلام الأسترالية تحدّثت لأشهر عدة أن كالداس سيتسلم مركز مفوض الشرطة بعد تقاعد المفوض الحالي أندرو سيسيبيوني. وتخطت نجاحات كالداس الذي هاجر مع والديه إلى أستراليا في العام 1970، وهو في سن الثانية عشرة، الوطن الأسترالي الى العالم الأوسع على الأقل في موقعين: الأول في عام 2004 حين ساهم بخبراته في إعادة بناء جهاز الشرطة والقوات العسكرية العراقية بعد حلها، والثاني في عام 2005 حين تسلّم في لاهاي رئاسة لجنة التحقيق الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. أما على المستوى الداخلي فإن نجاحات كالداس لا تحصى في مجال مكافحة الجريمة، لعل أبرزها التحقيق في جريمة اغتيال النائب عن منطقة «كابراماتا» سيدني جان نيومن في عام 1994. وأكّد كالداس، وهو الوحيد من خلفية إثنية غير إنكليزية يصل الى موقع نائب مفوض الشرطة، أنه لم يتخذ قرار تقاعده فجأة أو نتيجة حادثة معينة، «في الحياة تصل إلى نقطة معينة فتنتبه أن هناك أشياء أخرى يمكن القيام بها وفي مواقع مختلفة»، لافتاً إلى «أن هناك عروضاً وفرصاً كثيرة على المستوى العالمي. لذا أنا غير نادم على تقاعدي وعدم تسلمي منصب المفوض». ونال كالداس احتراماً مميزاً في المجتمع الإسترالي المتعدد الحضارات، فكان دائماً الصوت الذي يدعو إلى الهدوء والتعقّل في مواجهة الموجات العنصرية. وعلّق رئيس مؤسسة الشرطة في الولاية سكوت ويبر على تقاعد كالداس واصفاً إياه بأنه واحد «من أهم الضباط في أستراليا»، وأضاف: «إنه أمر مؤسف، وضباط الشرطة وأفرادها جميعهم سيفتقدونه». وأسف نائب رئيس الحكومة وزير الشرطة طوني غرانت «أن يتقاعد كالداس الذي خدم أبناء الولاية وأمّن العدالة لضحايا الجرائم. وهو رجل محترم وصاحب خبرة واسعة وعلاقات وطيدة، ونجاحاته على المستوى العالمي مصدر فخر دائم لأستراليا». وتشكّل قصة كالداس مثالاً لأبناء الجالية العربية في أستراليا، علماً أن عدداً كبيراً منهم وصل إلى أرفع المناصب السياسة والاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد.