فوجئ العاملون في متحف الفن المعاصر في باريس، فجر أمس، باختفاء خمس لوحات لعمالقة الرسامين العالميين عن جدرانه، في واحدة من أضخم سرقات المتاحف في التاريخ. وكان عمال المتحف الواقع قرب برج إيفل وساحة تروكاديرو يعدون لفتح أبوابه عندما اكتشفوا اختفاء اللوحات الخمس التي قدرت بلدية باريس قيمتها بنحو 100 مليون يورو. وذكرت مصادر في الشرطة الفرنسية أن اللوحات تحمل تواقيع كل من بابلو بيكاسو وهنري ماتيس وجورج براك وفرناند ليجيه وأماديو موديلياني، وأن شعبة مكافحة السرقة تتولى التحقيق في السرقة. وأشارت إلى أن كاميرات المراقبة الموزعة في أرجاء المتحف التقطت صوراً لشخص مقنع دخل المبنى بعد تحطيمه زجاج إحدى النوافذ، كما كسرت إحدى الواجهات الزجاجية وخلع أحد الأقفال. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر قريبة من التحقيق أن الشرطة «كشفت حتى الآن سلسلة من الإخلالات، بينها عطل في عمل جهاز الإنذار الذي يبدو أنه لم يعمل، إضافة إلى خلل في الحراسة»، فيما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول في الشرطة قوله أن «نظام المراقبة في المتحف، بما في ذلك بعض الكاميرات، لم يكن يعمل خلال الأيام الماضية بسبب عطل». واكتفت بلدية باريس بالإشارة إلى أنه «تم إبطال جهاز الإنذار». وأشارت إلى أن «قيمة اللوحات تقدر بما بين 90 ومئة مليون يورو، بحسب تقديرات إدارة المتحف». وقال المسؤول في البلدية كريستوف جيرارد إن التحقيقات «تركز على ما إذا كان اللص المقنّع الذي تم تصويره نفذ السرقة بمفرده أم أنه كان جزءاً من فريق معقد»، مشيراً إلى أن الحراس الثلاثة الذين كانوا يحرسون المتحف ليلاً لم يلاحظوا شيئاً. وأغلق المتحف أبوابه أمس، وعلقت إدارته لافتة مكتوب عليها أن الإغلاق تم «لأسباب فنية». وقد تختفي هذه اللوحات إلى الأبد، إذ أن الدافع وراء سرقة مثل هذه التحف الفنية عادة ليس إعادة بيعها، لأن هذا الأمر مستحيل تماماً كونه يكشف هوية السارق. ونادراً ما تتوصل أجهزة الشرطة الى كشف السارقين ومن يقفون وراءهم، لأنهم غالباً من المولعين باقتناء التحف والأعمال الفنية للاحتفاظ بها لأنفسهم. وتندرج هذه السرقة الجديدة، التي لم تحل دونها إجراءات الرقابة والأمن المعتمدة في متحف الفن المعاصر، على اللائحة السوداء للسرقات التي استهدفت المتاحف الفرنسية أخيراً، وبينها تلك التي حصلت في متحف كاتيني في مرسيليا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حين سرقت لوحة للرسام دوغا قيمتها 800 ألف يورو. وكان متحف كاتيني استعار هذه اللوحة من متحف أورسيه الباريسي لمناسبة معرض نظمه لمجموعة من الرسامين الانطباعيين. وفي حزيران (يونيو) من العام الماضي، تعرض متحف بيكاسو في باريس لسرقة دفتر رسوم وقعها الرسام بين العامين 1917 و1924 وتقدر قيمتها بحوالى 3 ملايين يورو.