بدأ استهداف أعضاء تنظيم «داعش» للأقرباء من خلال قتلهم بطرق بشعة يأخذ منحى خطراً، وكأن لسان حالهم يقول «الأقربون أولى بالقتل» بدل المعروف. لكن انعدام الإنسانية واستباحة دم المسلم بل الأقارب كان العنوان اللافت لإدانة المجتمعات العربية والمسلمة، خصوصاً المجتمع السعودي لهذا العمل الإرهابي. وكان لافتاً أن قتل الأقرباء من العسكريين على وجه الخصوص تصدّر قائمة أهداف المنفذين لتلك الأعمال الإرهابية منذ وجود تنظيم داعش الإرهابي في السعودية، ففي تاريخ 27 رمضان من العام 1436 ه، عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة (الثلثاء)، وأثناء قيام رجال الأمن بتنفيذ إجراءات ضبط أحد المطلوبين للجهات الأمنية بمرافقة والده، بادر بالخروج من المنزل وإطلاق النار، ما نتج منه مقتل والده، وبعدها بثلاثة أيام، أي في مساء الخميس 30 رمضان من العام 1436 ه، أُعلن في الرياض إقدام آخر على قتل خاله قبل حلول وقت آخر إفطار في شهر رمضان، ليقوم بعدها بتفجير سيارة عند إحدى نقاط التفتيش. ثم توالت عمليات القتل الوحشية للأقارب بشكل استدراجي لأبناء العمومة من القطاع العسكري، ففي يوم الخميس من عيد الأضحى عام 1436ه، قام أخوان إرهابيان باستدراج ابن عمهما لنزهة برية، وما نتج من ذلك من عملية غدر له، بتصويره ثم طرحه قتيلاً، ولم يكتف الإرهابيون بالاستدراج البريء، ليظهر الغدر في نطاق العمل، إذ شهدت منطقة القصيم مساء أول من أمس (الجمعة) عملية قتل بشعة بقيام إرهابيين من تنظيم داعش بطلب المساعدة من ابن عمهم الذي يعمل بقوات الطوارئ بشكل رسمي، لتقديم يد العون لهم، ليردوه قتيلاً على رغم توسله لهم بمخافة رب العالمين.