كشفت دراسة حديثة أنّ خسارة الأشخاص البدناء خمسة في المئة من وزنهم، يعود بفوائد كبيرة على صحّتهم وخصوصاً فيما يتعلّق بالسيطرة على مستويات الإنسولين في الكبد بالإضافة إلى مستويات الدهون والعضل. وأفادت صحيفة «غارديان» البريطانية، نقلاً عن نتائج الدراسة التي اعتمدت في نتائجها على 44 شخصاً من الذكور والاناث والذين راوحت اعمارهم بين 32 و56 عاماً، أن خسارة خمسة في المئة من كتلة الجسم، ساهم في خفض خطر الاصابة بأمراض عدة مثل السكري والقلب والسرطان. وقال مدير مركز التغذية البشرية في جامعة «واشنطن» صموئيل كلاين إن «الاطباء يوصون البدناء بضرورة إنقاص وزنهم بنسبة خمسة إلى 10 في المئة لتحسين صحتهم، إلا أن الابحاث الجديدة اثبتت أن انقاص الوزن بنسبة خمسة في المئة كفيلة بتحقيق ذلك». وأضاف كلاين: «من المهم التمييز بن الفوائد التي نحصل عليها عندما نفقد خمسة في المئة من كتلة اجسامنا، مقارنة بما نحققه عند فقدان 10 في المئة». وتابع: «فوجئنا بتحقيق فوائد واضحة وملموسة في النظام الداخلي للجسم ووظائفه في الوقت ذاته، بسبب إنخفاض وزن الجسم». وأوضح الباحثون القائمون على إعداد الدراسة، أن 20 شخصاً من العينة المشاركة في الدراسة حافظوا على وزنهم من دون تغيير، في حين فقد 20 آخرون خمسة في المئة من وزنهم في البداية، إلا انهم حققوا انخفاضاً تراوح بين 10 و15 في المئة فيما بعد. وأظهرت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة «سيل ميتابوليزم»، أن غالبية المتطوعين اظهروا تحسناً ضد ما يسمى بحساسية الإنسولين، عند فقدانهم أول خمسة في المئة من إجمالي وزنهم. وتُعد البدانة سبباً رئيساً لحدوث أمراض عدة لدى الانسان، خصوصاً حينما تفقد الأجهزة قدرتها في السيطرة على مادة الإنسولين التي يعتمد عليها الجسم في عملية تحويل الغذاء. وأرتفع عدد الاشخاص البدناء في انكلترا من 15 في المئة إلى 26 خلال ال 20 عاماً الماضية وشكل الرجال 37 في المئة من من اجمالي تلك الزيادة، في حين بلغت النسبة عند النساء 40 في المئة، بحسب الدراسة. وانعكس ارتفاع عدد البدناء بالمملكة المتحدة على الاشخاص في الولاياتالمتحدة الاميركية واستراليا، إذ بلغت معدلات البدانة في تلك البلدان 35 و28 في المئة على التوالي. وتُعد نتائج الدراسة رسالة مهمة للعاملين في قطاع الرعاية الصحية لتشجيع المرضى على فقدان وزنهم وإقناعهم بالفوائد الصحية المترتبة على خسارة القليل من ذلك الوزن. وقال البروفيسور المختص في أمراض الغدد الصماء في جامعة «اكسفورد» جيريمي توملينسون: «إذا خسرت المزيد من الوزن ستحصل على فوائد أكبر بكل وضوح». يذكر أن دراسة سابقة بينت أن ارتفاع وزن الإنسان يصعّب عملية حرق الدهون، إذ أن الأخيرة تفرز بروتينات توقف حرق الطاقة التي تمد الانسان بالدفء، ما يقلل من فرص خفض الوزن.