في أول خطوة من نوعها، تؤشر الى أولوية خليجية تهدف لتعزيز التعاون العسكري والدفاعي لمواجهة أية تحديات أو تهديد في المنطقة، زار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية أمس قيادة قوات درع الجزيرة المشتركة «في مدينة حفر الباطن، وشدّد على سعي الدول الخليجية الست لترسيخ «التكامل الدفاعي». ووفقاً لقائد قوات درع الجزيرة اللواء الركن مطلق بن سالم الأزيمع، فإن عدد قوات درع الجزيرة يتجاوز الثلاثين ألف عسكري من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل. وشدّد العطية أثناء زيارته التفقدية على أن حرص قادة دول مجلس التعاون على «تحقيق تكامل دفاعي يوفّر أمناً جماعياً ودفاعاً مشتركاً فاعلاً، يحمي منجزات ومقدرات دول المجلس، ويخلق توازناً عسكرياً مع مختلف القوى التي قد تشكّل تهديداً أو خطراً على دول المجلس في الحاضر أو المستقبل». ووجّه العطية الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقادة دول المجلس وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام في السعودية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولوزراء الدفاع في دول المجلس على «الدعم الكبير لقوات درع الجزيرة منذ نشأتها وحتى اليوم. وفيما اعتبر العطية أن قوات درع الجزيرة المشتركة تشكل «لبنة الأساس في التكامل العسكري" اشار الى ان المتأمل للأوضاع الراهنة والظروف الإقليمية والدولية يستشعر جسامة التحديات وتزايد المخاطر وتنوع التهديدات، "ما يلزمنا جميعاً توحيد الصفوف، وتنسيق الجهود لتحقيق تكامل دفاعي». ونوّه الأمين العام لمجلس التعاون أيضاً ب«الاهتمام الكبير لقادة دول مجلس التعاون بمستوى قوات درع الجزيرة والمستوى الذي وصلت اليه قيادتها، وأكد حرص دول مجلس التعاون على تطويرها وتحقيق طموحات المرحلة ومواجهة التحديات". وأضاف، أن قوات درع الجزيرة تمثل «اللحمة الأخوية للتضامن والتكاتف في مواجهة التحديات والأخطار التي قد تتعرض لها دول مجلس التعاون، وأنها أحد الرموز والصروح الشامخة في قلوب دول مجلس التعاون منذ انشائه عام 1982». ورأى العطية أن انشاء قوات درع الجزيرة تم انطلاقاً من قناعة راسخة بوحدة الهدف والمصير المشترك، مؤكداً حرص قادة دول مجلس التعاون على «توفير كل السبل والوسائل لصون وحماية أمن واستقرار دول مجلس التعاون»، وأشار الى أن زيارته تأتي أيضاً للوقوف على تطلعات قوات درع الجزيرة ومحاولة تذليل الصعوبات التي قد تعترض تعزيز وتطوير مسيرتها. وخلال اجتماع ضمّ قائد وكبار قادة قوات درع الجزيرة استمع العطية الى شرح من قائد قوات درع الجزيرة عن أهدافها وتجهيزاتها، مشيراً الى خطط انتشارها وتمارينها العسكرية وآليات الاستدعاء والنقل، وقدّم قائد قوات درع الجزيرة اقتراحاً مكتوباً للأمين العام لمجلس التعاون في شأن ضرورة «مضاعفة عدد قوات درع الجزيرة». وعقب ذلك «الإيجاز» العسكري (الشرح) لفت العطية الى اكتمال تكوين قوة التدخل السريع التي كانت القمة الخليجية الأخيرة في الكويت قررت تشكيلها. وأكد لقادة وضباط قوات درع الجزيرة أن البند العسكري كان حاضراً، وربما طغى على مداولات قادة دول مجلس التعاون في قمتهم التشاورية التي عقدت يوم الثلثاء الماضي في الرياض، مجدداً التأكيد على أن قوات درع الجزيرة «دليل حي على وحدة المصير والهدف لدحر المعتدي لا سمح الله»، مشيراً الى عدوان النظام العراقي السابق على الكويت. وقال العطية إنه سيقدم تقريراً لقادة دول مجلس التعاون في قمتهم المقبلة في أبوظبي في نهاية السنة الحالية حول قوات درع الجزيرة، لافتاً إلى أهمية دور تلك القوات باعتبارها سنداً حقيقياً للتنمية ومستقبل شعوب دول المجلس، وشدّد على الارتباط الوثيق بين الاستقرار والأمن والتنمية، ولفت الى أن قوات درع الجزيرة تمثل بنداً ثابتاً في جدول القمم الخليجية، كما قال إن «قادة مجلس التعاون يباركون ما توصلت اليه قوات درع الجزيرة (من مستوى وإعداد)، ويتطلعون إلى تحقيق المزيد من الجاهزية العملياتية لتلك القوات» واعتبر أن قوات درع الجزيرة وقوات التدخل السريع تمثل آليات عمل لتحقيق التكامل العسكري في عالم مضطرب، لافتاً الى الجهود التي يقوم بها مجلس الدفاع المشترك واللجنة العسكرية العليا في دعم ورعاية مسيرة قوات درع الجزيرة.
