تعكف الهيئة العامة للطيران المدني على تنفيذ مشروع جديد لأمن وحماية المطارات في السعودية قريباً. وكشف مصدر مطّلع في الهيئة ل«الحياة» (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن «المشروع الوطني المتكامل لأمن وحماية المطارات» يستهدف إحداث نقلة نوعية لأمن المطارات السعودية، ويشمل منظومة تقنية أمنية متطورة ومتكاملة. وقال: «إن أنشطة الطيران المدني في مجال سلامة وأمن الطيران خضعت لبرامج التدقيق على مدى الالتزام بالقواعد القياسية الدولية في مجال الأمن والسلامة الجوية، وحصدت نسبة عالية من حيث الالتزام بالقواعد القياسية الدولية مقارنة مع المتوسط العالمي، كما أطلقت الهيئة عدداً من البرامج الأمنية، مثل برنامج الشاحن المعتمد، وبموجبه أصبح في المملكة الآن 62 وكالة شحن جوي معتمدة، فالهيئة تحرص على توفير الأجهزة والمعدات المتطورة الحديثة للكشف عن المواد الخطرة والمواد المستخدمة في التدخل غير المشروع في أمن الطيران المدني، على نحو يواكب التطورات المتسارعة في تلك التقنيات». وأضاف المصدر: «تلتزم الهيئة بمعايير الأمن والسلامة الدولية والمحلية من خلال إدارات مختصة بأمن وسلامة الطيران التي تُعنى بتطبيق برامج السلامة، للحفاظ على أعلى مستويات السلامة، وتعدّ السعودية من الدول السباقة في دعم وتكثيف الجهود الدولية الرامية لتعزيز أمن وسلامة النقل الجوي بإسهاماتها الفاعلة في هيئات ومنظمات الطيران المدني، كما عملت الهيئة على استقطاب وتوفير الكوادر والكفاءات البشرية المؤهلة للقيام بمهمات الأمن والسلامة في المطارات والتدقيق والإشراف عليها. ولتحقيق ذلك أعدت برنامجاً وطنياً لتدريب وترخيص العاملين في مجال أمن وسلامة الطيران المدني، وشملت استراتيجية الهيئة ما يتعلق بقطاع السلامة والأمن والنقل الجوي». وفي شأن متصل، أكد المتحدث باسم الخطوط الجوية السعودية عبدالرحمن الفهد قيام الخطوط بإجراء تفتيش أمني ثان للركاب وأمتعتهم في بعض المطارات الخارجية التي تحتاج إلى تشديد الإجراءات الأمنية. وقال الفهد ل«الحياة»: «السعودية تعمل على إجراءات متابعة ومراقبة طائراتها وركابها وأمتعتهم في بعض المطارات، وذلك من خلال طاقم ملاحة مدرّب على ذلك، فسلامة الركاب والطائرات لا مجال للتهاون فيه». إلى ذلك، كشف السفير السعودي في الفيليبين الدكتور عبدالله البصيري عن وجود تنسيق مع الجهات الفيليبينية المختصة بهدف تشديد الأمن على الطائرات السعودية والتفتيش الدقيق على الركاب، وذلك على خلفية معلومات وردت عن مخطط إيراني يستهدف تجنيد عناصر إرهابية لخطف وتفجير طائرات سعودية. ونفى البصيري في حديث ل«الحياة» إخلاء طائرة ركاب سعودية أو القبض على عناصر إرهابية في الفيليبين تستهدف مصالح المملكة، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام العالمية. وقال: «هناك إجراءات مشدّدة تم العمل بها لحماية ما يتعلّق بالمملكة على مستوى الفيليبين من طائرات وغيرها، وذلك بعدما وردت معلومات، إذ لا يُستغرب تجنيد النظام الإيراني لعناصر إرهابية تستهدف أمن الطائرات السعودية، خصوصاً أن سجله حافل بالإرهاب ورعاية الإرهابيين في كثير من دول العالم».