وصف مجلس الوزراء السعودي المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها «حزب الله في لبنان» ضد المملكة، وما يمارسه بحق الأمة العربية والإسلامية ب «الإرهاب»، مؤكداً خلال جلسته في الرياض أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن هذه «المواقف مؤسفة وغير مبررة ولا تنسجم مع العلاقات بين المملكة ولبنان، ولا تراعي مصالحهما، وتتجاهل كل المواقف التاريخية للمملكة الداعمة للبنان خلال الأزمات التي واجهته اقتصادياً وسياسياً». ونوه المجلس بقرار «وقف مساعدات المملكة لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي»، مشيراً إلى أنها «دأبت عبر تاريخها على تقديم الدعم والمساندة للدول العربية والإسلامية، وكان للبنان نصيب وافر من هذا الدعم والمساندة، ووقفت إلى جانب لبنان في المراحل الصعبة كافة، التي مر بها وساندته من دون تفريق بين طوائفه وفئاته، حرصاً منها على ما يحقق أمن لبنان واستقراره ويحافظ على سيادته». وتابع: «على رغم المواقف المشرفة، فإن المملكة تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة، كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية، وفي منظمة التعاون الإسلامي من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد التي تتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الديبلوماسية». وأشار المجلس إلى أن «المملكة عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني بطوائفه كافة، وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته، وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني، مقدراً المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية بمن فيهم رئيس الوزراء تمام سلام، الذين عبّروا من خلالها عن وقوفهم وتضامنهم مع المملكة». وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على فحوى اتصاله الهاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرسالة التي تسلمها من رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، وكذلك نتائج لقاءاته مع كل من: النائب في البرلمان البريطاني من حزب المحافظين رحمان شيشتي، وأعضاء البرلمان البريطاني، ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، ورؤساء الأجهزة المسؤولة عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد بدول المجلس. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي في بيان عقب الجلسة، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن «المجلس عبر عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي وقع في أنقرة، وما أسفر عنه من ضحايا وإصابات»، مجدداً «مواقف المملكة الثابتة في رفض الإرهاب»، ومؤكداً «أهمية الجهود الدولية لمواجهته والقضاء عليه». إلى ذلك، نوه مجلس الوزراء بمراحل الاستعداد والإمكانات الإدارية والتموينية التي وفرتها الجهات المعنية لإنجاح مناورات «رعد الشمال»، التي تعد أكبر تدريبات عسكرية يشهدها تاريخ منطقة الشرق الأوسط، معرباً عن الأمل في أن تحقق ما تم تحديده من أهداف في تبادل الخبرات ورفع مستوى التنسيق العسكري. كما رحب المجلس بالبيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الثالث لوزراء الإعلام في دول مجلس التعاون، وما أكده من أهمية تفعيل دور الأجهزة الإعلامية وتنفيذ الخطط التكاملية المشتركة لجعل الإعلام مسانداً رئيساً للعمل السياسي في شكل عام، وما تضمنه البيان من إدانة للاعتداءات العشوائية من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع على المناطق الجنوبية الحدودية للمملكة مع اليمن التي استهدفت السكان المدنيين، وانتهاكاتها واستهدافها للمدنيين اليمنيين من طريق القصف المتعمد للمناطق السكنية والمرافق الطبية وتعطيل المساعدات الإنسانية مما يشكل جرائم حرب وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، والتشديد على ضرورة تحمل أجهزة الإعلام بدول المجلس مسؤولية كشف جميع هذه الجرائم أمام الرأي العام العربي والدولي، مع أهمية تنسيق وتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي. ونوه بافتتاح معرض القوات المسلحة لتوطين صناعة قطع الغيار «أفيد» في إطار سعي القيادة وتطلعها وخططها لتصنيع جميع الأنظمة العسكرية محلياً من طريق كوادر وطنية مبدعة وخبيرة.