يرغب الرائد الفرنسي توماس بيسكيه الذي ينفذ اعتباراً من الخريف المقبل مهمة من ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض، في أن يشارك تجربته مع أكبر عدد ممكن من الجمهور. ويقول رائد الفضاء الذي يتم أعوامه الثمانية والثلاثين في 27 شباط (فبراير): «لا أرغب في أن أكون في برج عاجي، وأن أعيش تجربة لا أشاركها مع الآخرين، أريد أن أجعل تجربتي متاحة للناس». ويضيف: «الفكرة هي أن نتمكن من جعل الناس وكأنهم ذهبوا إلى محطة الفضاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات الاتصال وعبر الكاميرات» البانورامية. ويحب توماس أن يقال عن رواد الفضاء إنهم «مستكشفو العصر الحديث»، لكنه لا يحبذ أن ينظر إليهم على أنهم أشخاص خارقون. وينقل عن والدته قولها دائماً له: «لا تصب بالغرور بسبب ظهورك على التلفزيون». وبيسكيه مهندس طيران واختير عام 2009 لينضم إلى الفرق الأوروبية التي تتناوب على الإقامة في محطة الفضاء إلى جانب رواد آخرين من دول أبرزها الولاياتالمتحدة وروسيا. وهو رياضي ماهر ويملك حزاماً أسود في الجودو ويلعب كرة السلة ويهوى القفز بالمظلة، كما أنه متعدد اللغات بين الإنكليزية والروسية والإسبانية والألمانية. لكن معارفه وخبراته واهتماماته الواسعة لا تجعل منه شخصاً مدعياً، ويقول: «كانت نتائجي جيدة في المدرسة لكنني لم أكن متفوقاً، وفي الرياضة كانت نتائجي جيدة أيضاً لكنها لم تكن ممتازة، أما في الطيران فلدي ألفا ساعة طيران لكنني لست من الأفضل في هذا المجال». ويرى أن أبرز ما لديه هو «الجعبة الواسعة من المهارات» من دون أن يكون متفوقاً بالضرورة في واحدة منها. وعام 2014 اختارت وكالة الفضاء الأوروبية توماس لينفذ مهمة من ستة أشهر في محطة الفضاء في فريق يجمعه مع رائدين اميركية وروسي. وسيقلع الفريق في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان في صاروخ «سويوز»، وسيكون بيسكيه الفرنسي الثاني الذي يسافر في الفضاء. ويقول عن مهمته: «أنا أحضر لهذه المهمة منذ أن كنت صغيراً، وأحياناً لم أكن أعرف أن ما أفعله هو تحضير لها، كل ما فعلته منذ صغري قادني إلى أن تختارني وكالة الفضاء الأوروبية». وهو يحلم بأن تتضمن مهمته خروجاً من المحطة إلى الفضاء الطلق، ويقول: «سيكون في ذلك شعور لا يوصف»، ويضيف: «يحكى عن استئناف الرحلات إلى القمر، وأعتقد أن إرسال رحلات مأهولة الى المريخ سيكون ممكناً بين 15 سنة وعشرين».