جوبا (السودان) - رويترز - قال جنرال منشق بجيش جنوب السودان إن قواته اشتبكت مع قوات حكومية للمرة الثالثة خلال اسبوع اليوم الأربعاء لكنه قال إنه ما زال يرغب في التفاوض لإنهاء تمرده. وتمرد الجنرال جورج أثور مع عدد غير معروف من الجنود بعد أن خسر في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي على منصب والي ولاية جونقلي مما أثار التوتر في المنطقة التي تعاني بالفعل من الجفاف والعنف العرقي والحرب الأهلية. واتهم أثور الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب بتزوير الانتخابات وطالب بعزل الوالي الفائز ثم هدد في وقت لاحق بمهاجمة مدينة بور عاصمة الولاية. وأثار التمرد الصغير المخاوف بشأن استقرار الجنوب السوداني الذي يعاني نقصا في التنمية قبل ثمانية أشهر من استفتاء على انفصال الإقليم ليصبح دولة مستقلة من المقرر إجراؤه في يناير كانون الثاني 2010. وتتولى شركة توتال الفرنسية امتياز استخراج النفط في معظم أنحاء جونقلي في أمل جديد لحكومة الجنوب التي تعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط. وقال أثور لرويترز اليوم الأربعاء "هذا الصباح في الساعة 7.10 (0410 بتوقيت جرينتش) هاجمت قوات سلفا (كير رئيس جنوب السودان) موقعنا... وقتل أربعة أشخاص من جانبنا وأصيب خمسة. وعلى الجانب الآخر قتل 83 شخصا." وأضاف أثور الذي كان يتحدث عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية إنه " مازال ينتظر التفاوض" وأنه تحدث إلى ممثلين لم يسمهم من الأممالمتحدة يأمل أن يشرفوا على اتفاق ينهي الأزمة. وقال جيش جنوب السودان إن مواجهة وقعت مع رجال أثور في منطقة ثوجياك في جونقلي لكنه رفض عدد القتلى الذي أعلنه أثور. وقال كول ديم كول المتحدث باسم جيش جنوب السودان "عثر فريق (استطلاع) من جنود جيش الجنوب بالمصادفة على مكان اختبائه... وأطلقوا النار على فريقنا وقتلوا جنديين وجرحوا اثنين. ولم نقتل أحدا من طرفه. "نعرف أنه يريد التفاوض لكننا الآن لا نعرف إذا ما كان قد ترك المفاوضات. لدينا الوسائل اللازمة لقتاله." وكان أثور واحدا من الشخصيات البارزة في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان التي قررت خوض الانتخابات كمستقلين بعد أن فشلوا في الحصول على ترشيح الحزب مما تسبب في انقسامات داخلية. وكانت الانتخابات والاستفتاء من بين وعود اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 بين الشمال والجنوب وأنهى ما يزيد على 20 عاما من الحرب الأهلية بين الجانبين. وأدت تلك الحرب الأهلية إلى ضرب الاستقرار في منطقة شرق أفريقيا ويخشى محللون أن تؤدي الخلافات القبلية ويؤدي توافر السلاح إلى قيام دولة غير مستقرة في الجنوب إذا تم له الانفصال عن السودان. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال. وفر أثور منذ أواخر أبريل نيسان بعد أن اتهمه جيش جنوب السودان بإصدار أمر بالهجوم على قاعدة عسكرية مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود. ونفى أثور إصدار هذا الأمر لكنه أعلن عن اشتباكات مع الجيش يومي الخميس والاثنين.