حذّر اختصاصيون من عشوائية «الاستشارات الهاتفية»، داعين إلى وضع ضوابط لها، ومراقبة القائمين عليها. وطالب الاختصاصي الاجتماعي في وزارة الصحة سليمان البطاح من يقدمون الاستشارات النفسية والاجتماعية الهاتفية بالانتباه، كي لا يذهبوا خارج نطاق المشكلة، ويدخلوا نطاق العلاقات الشخصية. وقال ل«الحياة» خلال فعاليات دورة الاستشارات الهاتفية «التعريف بالاستشارات عن طريق الهاتف وسبل تطوير الآليات المتبعة فيها»، التي نظمها مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض أمس: «طالبو الاستشارة ينقصهم الوعي بدور المستشار ويطلبون فتاوى شرعية، لاعتقادهم بأن الفتوى الدينية تشمل الخدمة». واقترح بأن يكون مقدم الاستشارة في سن الأربعين ومتزوجاً ويشهد له بالالتزام، كي لا تنحرف الاستشارة إلى مزالق أخرى. وأكد الاختصاصي النفسي في مجمع الأمل للصحة النفسية علي القحطاني، أن الواقع الحالي للإرشاد الهاتفي عشوائي، ويحتاج للتعديل والتطوير، مطالباً بإيجاد جهة تشرف على مراكز الاستشارات الهاتفية، ووضع ضوابط خاصة بالعاملين فيها، سواء كانت هذه الجهة حكومية أو أهلية. وقال: «الاستشارات تتميز بمميزات، منها أنها خدمة مجتمعية متقدمة وجزء من الخدمات الصحية النفسية وتراعي طبيعة المجتمع، وتهتم بالخصوصية، وتسهم في تقليل الممارسات الخاطئة». واستعرض قصصاً حدثت في مجال الاستشارات الهاتفية، منها أن أحد مراكز الاستشارات الهاتفية استقبل اتصال امرأة تشتكي من مشكلات نفسية، وطلب منها المستشار العلاج في المستشفى، فحضرت وسألت عنه وأكدت أنه وعدها بالزواج، وعند تقصي الأمر تبيّن أنها تعاني من فصام في الشخصية، ما جعلها تعتقد بانه طلب منها الزواج. وذكر القحطاني أن المستشار يجب أن يراعي وضع طالب الاستشارة، ولا يطلق الأحكام المستعجلة، محذراً من فتح المجال للمستشير للتفكير في إنشاء علاقة خارج نطاق الاستشارة. وأكد أن المستشار ليس مسؤولاً عن النتائج، وإنما تتوقف مسؤوليته عند تقديم الإرشادات والتوجيهات التي تساعد في مواجهة المشكلة. وكان المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور هشام ناضرة افتتح فعاليات الدورة أول أمس، ودشن خلالها خدمة الاستشارات الهاتفية في المجمع. وأشاد بهذه الخدمة وأبدى استعداده لتذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها، مؤكداً أنها رائدة في مجال الخدمة النفسية وعلاج الإدمان. «مجمع الأمل» قدّم 887 استشارة استقبل قسم الأمان الأسري في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، 887 اتصالاً من أشخاص يطلبون استشارات للتخلص من الإدمان أو استشارات نفسية خلال العام الماضي. وبلغ عدد الاستشارات الهاتفية وفق إحصاء المجمع 667 استشارة، 441 منها إدمانية، و217 نفسية، و9 في مجالات أخرى، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين جرت مقابلتهم وتقديم الاستشارات لهم 221 شخصاً، 137 منهم في مجال الإدمان، و79 في المجال النفسي، و5 في مجالات أخرى.