يخطو فريق الهلال السعودي الخطوة الأهم في مشواره في دوري أبطال آسيا عندما يستضيف مساء اليوم نظيره بونيودكور الأوزبكي في دور ال16، في مواجهة غير قابلة للقسمة على اثنين ولا بد من فريق خاسر يودّع المنافسات ويتخلى عن طموحاته ومجهوداته في الأدوار التمهيدية وآخر فائز ينطلق إلى معترك دور الثمانية وكلا الطرفين أبلى بلاء حسناً في مواجهات الأدوار الأولية، وإن كان الهلال الأبرز عطفاً على تصدره فرق المجموعة الرابعة وضمان التأهل باكراً، عكس الفريق الأوزبكي الذي تأهل بشق الأنفس ثانياً عن فرق المجموعة الثانية وبهدية أسديت له من ذوب أهن الذي تغلب على الاتحاد السعودي في الجولة الأخيرة وأعطى الضوء الأخضر لبونيودكور. الصراع سيكون محموماً للغاية ولن تكون هناك أي اعتبارات لأفضلية الأرض والجمهور من الطرف الهلالي الذي ودّع النسختين السابقتين في عقر داره، إذ خسر الرهان في الأولى أمام الوحدة الإماراتي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وسقط في الثانية على يد أم صلال بركلات الترجيح، لذا ستكون للجهاز الفني حسابات مختلفة تماماً لعدم تكرار مسلسل الفشل الأزرق في البطولات الآسيوية، خصوصاً أنه الأكثر تحقيقاً للبطولة بالمسمى السابق، وسعى المدرب البلجيكي غيريتس في المباريات المحلية الأخيرة إلى ادخار ما يمكن ادخاره من مجهودات لاعبيه لهذه المواجهة الكبيرة، والجهاز الإداري هو الآخر أعد العدة منذ بداية الموسم للبطولة الآسيوية التي باتت الغائب الأكبر عن سماء البطولات الهلالية في السنوات الأخيرة، ورئيس النادي شدد في أكثر من مناسبة على تأكيد استمرار المدرب غيريتس والمحترفين الأجانب في حال نجح الفريق في الوصول إلى دور الثمانية، في إشارة صريحة إلى أهمية البطولة في الحسابات الزرقاء. وتبدو الخطوط الهلالية جاهزة تماماً، وإن كانت الجماهير أصابها شيء من القلق بعد المستوى المتواضع الذي ظهر به اللاعبون في نهائي كأس الملك، إلا أن الأسماء الموجودة في الخطوط كافة تملك الخبرة الكافية للتعامل مع أصعب وأعتى المواجهات، ويستند المدرب البلجيكي غيريتس على قوة خط الوسط بوجود محوري الارتكاز الروماني رادوي وخالد عزيز وتحركات السويدي ويلهامسون والبرازيلي نيفيز ونواف العابد للخطوط الأمامية خلف المهاجم ياسر القحطاني، ما يجعل الهجمة الزرقاء أكثر ضراوة، خصوصاً في حال مشاركة ظهيري الجنب الكوري الجنوبي لي يونغ وعبدالله الزوري، كما أن الخطوط الخلفية متماسكة إلى أبعد الحدود بوجود المتألق دائماً أسامة هوساوي وماجد المرشدي، ويفضل غيريتس في معظم المواجهات الزج ببعض العناصر الشابة في الحصة الثانية لتنشيط الشق الهجومي من خلال إشراك أحمد الفريدي وعيسى المحياني وعبدالعزيز الدوسري أو محمد الشلهوب. ولن تكون المهمة الهلالية سهلة على الإطلاق حتى وإن كانت الموقعة في ديارهم، فالخصم ليس بالفريق بالسهل، ويضم أسماء كبيرة، كما أنه يتطلع إلى معانقة الذهب الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه، ومدربه البرازيلي سكولاري غني عن التعريف، ويجيد التعامل مع المباريات الكبيرة بكل احترافية، ولديه أسماء بارزة في معظم المراكز، وإن كان الاعتماد الأكبر على البرازيلي المخضرم ريفالدو في منطقة المناورة كصانع لعب ومنفّذ بارع للكرات الثابتة، إضافة إلى المهاجم الخطر جيباروف أفضل لاعب آسيوي لعام 2008، كما أن لاعبي بونيودكور يمتازون بالبنية الجسمانية القوية والسرعة العالية في الارتداد لمرمى الخصم، ودائماً ما تكون هجماتهم المرتدة في غاية الخطورة، ويظل الغائب الأبرز عن أجندة سكولاري المهاجم البرازيلي الخطر دنيلسون والحارس الأساسي نستروف بسبب الإيقاف. تصعب التوقعات في مواجهات خروج المغلوب التي يغلب عليها طابع التكتيك كثيراً، فكل مدرب يبحث عن الوصول للشباك بغض النظر عن الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر، وتعد المباراة لأصحاب الضيافة مفصلية وغير قابلة لأنصاف الحلول بعد الإخفاقات القارية السابقة، بينما يتطلع الضيوف إلى العبور من الباب الضيق والعودة ببطاقة التأهل.