موسكو، مقديشو - أ ف ب، رويترز - أعلن مصدر في وزارة الدفاع الروسية الثلثاء أن القراصنة الصوماليين الذين أطلقتهم البحرية الروسية في خليج عدن نهاية الأسبوع الماضي على متن مركب بعرض البحر، قضوا بعدما فشلوا في الوصول إلى الساحل. وكانت روسيا أعلنت مساء الجمعة أنها أفرجت عن عشرة قراصنة صوماليين اعتقلتهم الخميس في هجوم شنته إحدى سفنها لاستعادة السيطرة على ناقلة نفط روسية مخطوفة، منددة ب «الثغرات في التشريعات الدولية» التي لا تسمح باحتجاز مشبوهين. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المصدر قوله: «بحسب آخر المعلومات، فإن القراصنة الذين احتجزوا ناقلة النفط الروسية في خليج عدن لم يتمكنوا من الوصول إلى السواحل. ويبدو أنهم قضوا جميعاً». وكانت البحرية الروسية تركتهم على بعد حوالى 550 كلم من السواحل في مركب صغير كانوا قدموا على متنه بعدما نزعت منهم أسلحتهم وأجهزة الملاحة، بحسب ما نقلت وكالة «انترفاكس» عن المصدر نفسه. وبعد ساعة من تركهم اختفى مركب القراصنة من شاشات الرادار. وقال أحد دعاة حقوق الإنسان لصحيفة «كومرسانت» الروسية رافضاً ذكر اسمه: «كان شنقهم ليكون اكثر انسانية». غير أن سفير الصومال في موسكو محمد هاندولي أعرب عن رأي مخالف معتبراً أن لا مآخذ على روسيا. وقال بحسب وكالة ايتار تاس: «لا يعتقد أي صومالي ولا حكومة بلادنا أن روسيا ارتكبت أي خطأ. فالبحرية الروسية التي أفرجت عن ناقلة النفط تصرفت طبقاً للاتفاقات الثنائية». واعتبر أن «روسيا اثبتت أن في وسعها التحرك في شكل فاعل وسريع، بحيث لا يلحق أي ضرر بأي من أفراد الطاقم، وهذا هو الأهم». وكانت ناقلة النفط متوجهة إلى الصين وعلى متنها طاقم من 23 فرداً روسياً وهي تنقل 86 ألف طن من النفط الخام حين سيطر عليها قراصنة في الخامس من أيار (مايو) في القسم الشرقي من خليج عدن. وفي اليوم التالي أفرج عنها طاقم البارجة الحربية الروسية «الماريشال شابوشنيكوف» التي كانت على مقربة من هذا الممر البحري الذي يشهد حركة ملاحة كثيفة. وتم القبض على عشرة قراصنة فيما قتل آخر خلال الهجوم، بحسب السلطات الروسية. غير أن الخبير البحري الروسي ميخائيل فويتنكو رأى أن المعلومات حول اطلاق سراح القراصنة بعد نقلهم إلى زورق صغير قد تكون مجرد رواية تخفي في الواقع قتلهم. وقال فويتنكو لاذاعة أصداء موسكو: «أعتقد أن هذا قد يعني انه لم يتم الافراج عن القراصنة بل انهم قتلوا خلال العملية» التي شنتها البحرية الروسية. وتابع: «بعد ذلك خطرت لأحدهم فكرة حمقاء بأن يدعي انه تم اطلاق سراحهم وسط المحيط» على مسافة مئات الكيلومترات من السواحل. على صعيد آخر، قال أندرو موانغورا رئيس برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا أمس إن قراصنة صوماليين أفرجوا عن السفينة «تالكا» التي ترفع علم برمودا والتي كانوا خطفوها في 23 آذار (مارس) وهي في طريقها من مصر إلى إيران. وقال موانغورا ل «رويترز» في حديث هاتفي: «لا نعلم حجم الفدية التي دفعت ولكن دفعت فدية». وأضاف أن السفينة أفرج عنها إما في وقت متقدم من مساء الإثنين أو في وقت مبكر من صباح أمس. ولم تتضح وجهة السفينة حالياً. وأعرب عن اعتقاده أن طاقم السفينة المؤلف من سوري وفيليبيني و23 سريلانكياً بخير ولم تحدث «مشاجرات» مع القراصنة خلال المفاوضات. من ناحية أخرى، قال قرصان يطلق على نفسه اسم «علي» ل «رويترز» من معقل القراصنة في بارجال: «حصلنا على 2.5 مليون دولار وأفرجنا عن السفينة في وقت متقدم من الليلة الماضية. أبحرت بعيداً وطاقمها في غاية السعادة».