أفادت مصادر في السلطة المحلية في محافظة لحج اليمنية بأن الرئيس علي عبدالله صالح أصدر توجيهاته بسحب الوحدات العسكرية التابعة للجيش المنتشرة في منطقة ردفان وبعض المناطق التابعة لمحافظتي لحج والضالع (جنوب البلاد) إلى مواقعها السابقة، وتسليم جبل الأحمرين في ردفان إلى العميد ركن ثابت جواس، وهو أحد أبناء المنطقة وعضو في اللجنة الرئاسية التي أوفدها الرئيس صالح إلى المنطقة لنزع فتيل التوتر وإنهاء الاشتباكات والمظاهر المسلحة التي اندلعت منذ نحو أسبوعين بين متظاهرين يرفعون شعارات انفصالية يتبعون ما يسمى ب «الحراك الجنوبي» وقوات مشتركة من الجيش والأمن. وعلى رغم التقدم الذي حققته اللجنة الرئاسية برئاسة الوزير السابق عبدالقادر هلال في إنجاز مهمتها إلا أن اغتيال 3 ضباط من الجيش من محافظة لحج ليل الاثنين - الثلثاء من جانب مسلحين ينتمون ل «الحراك» صعّب جهود اللجنة في انجاز مهمتها بصورة نهائية. وأكد مصدر في اللجنة الرئاسية الى «الحياة» أمس أن الهدوء عاد إلى هذه المناطق، وتوقع أن تحرز اللجنة تقدماً أكبر خلال الأيام المقبلة بفضل تعاون أبناء هذه المناطق وأعيانها ومشايخها فضلاً عن توجيهات الرئيس صالح بعودة الوحدات العسكرية إلى مواقعها السابقة قبل الأحداث. لكن القيادي في «الحراك الجنوبي» النائب ناصر الخبجي حذّر من أن الوضع في المحافظات الجنوبية يزداد تأزماً، لافتاً الى ان السلطات تجلب تعزيزات عسكرية الى محافظة لحج من محافظات أخرى كتعز والضالع، متهماً السلطة بالتعنت في الوقت الذي انسحب المواطنون في مناطق التوتر بحسب الاتفاق الذي عقدته السلطة المحلية والمشايخ مع اللجنة الرئاسية. وانتقد الخبجي اللجنة الرئاسية معتبراً انها من «دون قرار ولم تستطع تنفيذ الشروط لأنها لا تملك الصلاحيات الواسعة» متهماً اللجنة بمحاولة كسب الوقت لجلب تعزيزات عسكرية لا أكثر. وتتهم السلطات اليمنية النائب الخبجي بقيادة المجموعات المسلحة في منطقة ردفان لإحداث الشغب وقطع الطرق والاعتداء على أفراد ودوريات الأمن والجيش ورفع شعارات انفصالية. من ناحية أخرى اندلعت مواجهات عنيفة في منطقة رازح التابع لمحافظة صعدة (شمال غربي البلاد) بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وأوضحت مصادر متطابقة ل «الحياة» أن الاشتباكات اندلعت الثلثاء بعد مقتل ثلاثة من أتباع الحوثي على يد دورية أمنية إثر محاولتهم مهاجمتها، كما قتل جندي وجرح خمسة من الجانبين حتى يوم أمس. إلى ذلك أثار قرار الحكومة اليمنية توقيف ومصادرة عدد من الصحف بحجة إساءتها للوحدة الوطنية جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية، إذ عبرت أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك» عن قلقها واستنكارها لإجراءات الحكومة التي وصفتها ب «اللادستورية واللاقانونية»، استهدفت من خلالها السلطة 7 صحف أهلية سواء بالمصادرة أو المنع من الطباعة. إلى ذلك قالت مصادر محلية بمحافظة الضالع (جنوب البلاد) الى «الحياة» إن قوات تابعة للأمن المركزي اعتقلت الأربعاء 15 شخصاً شاركوا في مسيرة غير مرخص لها، رفع خلالها المتظاهرون شعارات منددة بما يجري في ردفان، وأعلنوا تضامنهم مع الصحف التي تم توقيفها ومصادرتها.