صحيح أننا نرى في الكثير من الأندية الكثير من الاختلاف والانقسام والاحتجاج، إلا أنني لم أر «قسوة» ولا «نقداً» غير إيجابي وإيجابي كما تعرض له رئيس الاتحاد خالد المرزوقي وبعض معاونيه في الإدارة، فأتذكر أن الرجل تولى رئاسة النادي، لتتناثر أمامه العديد من المعوقات بشكل غير طبيعي، من شكاوى وحقوق مالية لأطراف خارجية وداخلية، وحينما نقول خارجية فهذا بحد ذاته «هم وغم» على كل من يقرب من مثل هذه المشكلات، التي ربما تطيح بأكبر الأندية، وبما أن النية طيبة لدى هذا الرجل فكانت الوقفة قوية كما هي العادة من الداعم الأكبر والأوحد لفريق الاتحاد، حتى عادت الأمور طبيعية لهذا الكيان الكبير، وجاءت النهاية مميزة وغالية بأن يختم الفريق الاتحادي موسمه بأغلى وأكبر البطوت السعودية كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ومن أمام أفضل وأقوى الفرق السعودية لهذا الموسم نادي الهلال. نعم إنها «إنصاف» من رب السماء لهذا الرجل ولبقية الأعضاء على العمل والصبر، الذي ساروا عليه وسط «كومة» الأشواك والعراقيل من أقرب الناس للأسف لهذا الكيان الاتحادي، فقد أعان الله سبحانه المرزوقي خلال الفترة الماضية حينما «ارتفعت» الانتقادات لأكبر مداها، والفريق يخسر بطولات كانت قريبة منه، تمرد الحظ في بعضها، وتحمل مدرب الفريق ولاعبوه البعض الآخر، إلا أن النتائج لم «تنصف» إدارة الاتحاد على العمل الجبار الذي انتهجته منذ توليها مسؤولية النادي. المرزوقي كرئيس واجه سهام النقد برقي وهدوء، حتى أصبحت هذه الأسهم تتطاير بشكل عشوائي من حوله، وهذا بحد ذاته «نجاح» غير مسبوق لرئيس يتعرض بشكل يومي لنقد غير بناء وفي غير محله، وفي النهاية «ينتصر» بتحقيق أغلى البطولات، ويحصد شباب هذا الفريق بطولة الدوري السعودي للشباب. بشكل عام نستطيع أن نجزم بأن منظومة العمل الاتحادي كان عنوانها «التناغم والانسجام»، وقبل كل ذلك حب نجاح الاتحاد وليس حب الذات، وهذا ما يجسده المشرف على الفريق الأول محمد الباز، الذي يعتبر أهم مفاتيح «التفوق» للفريق الاتحادي منذ سنوات، وشاءت الأقدار أن يتناقل اسم الباز في أكثر المناسبات، نتيجة لقوة «العراقيل» التي مر بها الفريق هذا الموسم، وكان له دور كبير في إيجاد مخارج لهذه العراقيل، ومن لديه «شك» عليه الاتصال بأحد لاعبي الاتحاد أو أحد إدارييه. نعم نجاح إدارة الاتحاد هذا الموسم كان بفضل الاعتماد على دعم معنوي ومالي من رمز الاتحاد عبدالمحسن آل الشيخ، وهذا لا ينكره سوى من يبحث عن قلب الوقائع، ولهذا الرجل «بصمة» على الفريق الاتحادي، والكرة السعودية ستظل مرسومة بالذهب للأبد. شكراً آل الشيخ وشكراً للباز، وشكراً لإدارة المرزوقي على هذا العمل الجبار الذي توّجوه بأجمل الألقاب وسط «زحمة» المنافسين في الخارج والداخل. [email protected]