بدأت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في الإعداد للدورة السابعة من مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسيفيك، التي تقام خلال الفترة من 17-21 نيسان (أبريل) المقبل في العاصمة الإندونيسية جاكرتا بمشاركة متنافسين من نحو 24 دولة. وأكد أمين عام المؤسسة الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، أمس (الأحد) أن «هذه المسابقة تمثل إحدى صور مبادرات الخير التي تبناها الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في إطار حرصه على خدمة كتاب الله الكريم والعمل على تطبيق السنة النبوية الشريفة كمنهاج حياة»، مشيراً إلى أن «المؤسس - رحمه الله – كان حريصاً على استمرارية هذه المسابقة وتوسيع دائرة المشاركين بها، وخصوصاً بعد ما حققته من تفاعل مميز في دوراتها السابقة». وأعرب الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية عن شكره وتقديره للرئيس الإندونيسي ولحكومته ولكل الجهات التي أسهمت في تنظيم ونجاح المسابقة في دوراتها السابقة، مشيداً بدور وزارة الشؤون الدينية بإندونيسيا، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة، ومكتب الملحق الديني في سفارة المملكة بجاكرتا، في تنظيم فعاليات المسابقة وتوفير كل مقومات النجاح لها. وأشار إلى أن «مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية تبنت هذه المسابقة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، والملحقية الدينية بسفارة المملكة في جاكرتا، بإشراف لجنة تحكيم خاصة من قبل الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم الدولية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة، ووفرت لها المؤسسة مقومات الاستمرار والنجاح بوصفها جسر تواصل بين المسلمين في العديد من الدول في هذه المنطقة المهمة من العالم». وتضم المسابقة خمسة أفرع، أربعة منها لحفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاءً منه، والخامسة لحفظ السنة النبوية، كما تم تخصيص جوائز قيّمة للفائزين الثلاثة الأوائل في كل فرع من الأفرع الخمسة، إضافة إلى منحهم فرصة لأداء مناسك الحج. ويشارك في فعاليات هذه الدورة نحو 140 متسابقاً يمثلون أكثر من 24 دولة من دول آسيان والباسيفيك مثل: إندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، والفيليبين، وتايلاند، وبروناي، وفيتنام، ولاوس، وتيمور الشرقية، وميانمار، وأستراليا، ونيوزيلندا، وأوزبكستان، وكيرغيستان، وطاجكستان، وكازاخستان، وكوريا الجنوبية، وكمبوديا، وروسيا، والبوسنة، وكرواتيا. وتقام الحفلة الختامية في العاصمة جاكرتا وسط اهتمام إعلامي وحضور لافت لمسؤولين في الحكومة الإندونيسية وعلماء مسلمين من معظم الدول المشاركة، الأمر الذي يجسد أهمية برنامج المسابقة، ووصول رسالتها إلى أبناء الدول المشاركة كجزء أصيل من الأمة الإسلامية. وبمبادرة من رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أدى الفائزون بمسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك في دورتها السابقة مناسك العمرة، تقديراً لما أحرزوه من تفاعل وتفوق في تلك الدورة. وكانت العاصمة الإندونيسية جاكرتا استضافت خلال الفترة من 22-26 آذار (مارس) الماضي، المسابقة بحضور ورعاية الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز. وشدد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في كلمة له بالحفلة الختامية من مسابقة العام الماضي، على أهمية المسابقة، مضيفاً: «اطلعت على أهداف الجائزة فأسعدني ما فيها من شمول رؤية أمتنا الإسلامية في أشد الحاجة إليها، لتستعيد دورها الريادي وتصبح بحق خير أمة أخرجت للناس. أهداف ظلت تشغل من اقترنت المسابقة باسمه الكريم، وتشكل رؤيته الاستراتيجية في كل ما يعين على شؤون الدعوة». وأوضح، أن «الأمير سلطان يرحمه الله أدرك أثر حفظ القرآن وتلاوته على الجانب النفسي والسكون الروحي للفرد والمجتمع، وكان يؤمن بأن العمل بالقرآن والتحلي بصفاته هو طريق هذه الأمة إلى استعادة مجدها، والسبيل للحاقها بالركب الحضاري والتقدم الإنساني، وكان أمله أن يضحي القرآن في الدول الإسلامية قاطبة دستوراً ومنهج حياة يتأدب المسلمون بآدابه ويعملون وفق أحكامه». وأضاف: «أما ما يخص الأحاديث النبوية الشريفة فكان يرحمه الله شديد الاهتمام بالتي تركز على المعاملات»، مؤكداً أن «منهج الأمير سلطان - رحمه الله - في حياته كان الدعوة إلى وسطية الإسلام، وسطية لا تعني التشدد ولا تعني التفريط، بل هي دعوة لمبدأ التوازن، فالإسلام الصحيح تطبيق عملي لوسطيته في كل القضايا الدينية والدنيوية، وسط بمعنى الاعتدال والقصد». وأعرب عن شكره للرئيس الإندونيسي لاحتضانه المسابقة منذ بدايتها والعمل على تطويرها واتساعها، منوهاً بعمق العلاقات بين البلدين.