إنطلقت المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية غير المباشرة عملياً مساء امس، بعدما سلّم الرئيس محمود عباس المبعوث الأميركي جورج ميتشل رسالة خطية تتضمن موافقة منظمة التحرير الفلسطينية عليها. ورحبت الولاياتالمتحدة امس بالقرار الفلسطيني باعتباره «خطوة مهمة»، كما رحبت به اسرائيل، في حين عارضته فصائل فلسطينية على رأسها حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي». ومن المقرر ان يعود ميتشل صباح اليوم الى رام الله لعقد لقاء تفاوضي ثان مع عباس يتوقع الاعلان خلاله رسمياً عن انطلاق المفاوضات. وأعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات في مؤتمر صحافي ان عباس سلّم ميتشل رسالة خطية تتضمن موافقة القيادة الفلسطينية على المفاوضات غير المباشرة، مشيرا الى ان هذه المفاوضات ستجري وفق آلية محددة يقوم فيها ميتشل بمقابلة عباس وفريقه، ثم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وفريقه. وأكد ان المفاوضات ستتركز في الشهور الاربعة المقبلة على الحدود والأمن. وكشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان المفاوضات غير المباشرة بدأت عملياً بعد تسلم ميتشل الموافقة الخطية الفلسطينية. وكانت القيادة الفلسطينية، التي تتشكل من منظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة «فتح»، أعلنت بعد اجتماع مشترك ترأسه عباس واستمر ثلاث ساعات، قبول العرض الأميركي لبدء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل لمدة اربعة اشهر، يصار بعدها الى تقويم المفاوضات واتخاذ قرار في شأن وقفها او انتقالها الى مفاوضات مباشرة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه عقب الاجتماع ان القرار يشكل استجابة للمصالح الفلسطينية، مضيفاً «ان المجتمعين وافقوا على اعطاء فرصة جديدة لعملية السلام التي ترعاها الادارة الاميركية، والتي تدعمها اللجنة الرباعية الدولية ولجنة المتابعة العربية والمجتمع الدولي». واوضح ان «القرار استند الى الضمانات والتأكيدات التي تلقتها القيادة الفلسطينية بالنسبة الى النشاط الاستيطاني وضرورة وقفه، وان الادارة الاميركية ستتخذ موقفاً حازماً من أي استفزازات تؤثر على سير المفاوضات، وكذلك الضمانات في شأن مرجعية عملية السلام المتمثله في القرارات الدولية وخطة خريطة الطريق والمبادرة العربية للسلام». وأضاف ان «التأكيدات والضمانات الاميركية تشمل (بحث) جميع قضايا الوضع النهائي، بما فيها القدس واللاجئون والحدود». وبالنسبة الى آلية المفاوضات، أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان ل «الحياة» ان «المفاوضات ستستمر اربعة اشهر فقط، من دون أطقم فنية، او لقاءات مباشرة». واضاف: «ستكون المفاوضات بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي عبر ميتشل، ولن يكون هناك مفاوضون وأطقم فنية ولقاءات ... وبعد اربعة اشهر سنذهب الى الجامعة العربية، وسنقدم لها تقريراً عن سير المفاوضات، وستقرر اللجنة (المتابعة العربية) في شأنها». وقال إنه في حال فشل المفاوضات، فإن الجانب الفلسطيني سيطلب من الجانب الاميركي طرح خطة للسلام وفرض حل على الجانب الاسرائيلي.