تشهد الانتخابات البلدية في محافظتي بيروت والبقاع اليوم منازلة سياسية على صعيد المخاتير في العاصمة باعتبار أن فوز المجلس البلدي فيها شبه محسوم للائحة الوحيدة المكتملة التي يدعمها رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفاؤه في «قوى 14 آذار» والعائلات مع حركة «أمل» وحزب «الطاشناق» من قوى المعارضة، ومنازلة أخرى في مدينة زحلة في البقاع و3 بلدات أخرى في منطقة البقاع الغربي، فيما غلبت اللوائح التوافقية على سائر قرى المحافظة، لا سيما في القرى الشيعية نتيجة الائتلاف بين حركة «أمل» و «حزب الله»، وفي بعض القرى الدرزية في قضاء راشيا البقاعي، بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» وأحزاب أخرى منها الحزب السوري القومي الاجتماعي ومناصري الأمير طلال أرسلان. وفيما يبلغ عدد الناخبين في العاصمة زهاء 450 ألفاً من الطوائف كافة فإن عدد المقترعين يكون عادة أقل من 50 في المئة فيها، خصوصاً أن المنافسة على صعيد المجلس البلدي محصورة بين اللائحة الوحيدة المكتملة (24 عضواً) والمدعومة من أوسع مروحة من الأطراف وبين 5 مرشحين مدعومين من المعارضة السنية التي تسعى الى تسجيل حضورها الانتخابي في وجه «المستقبل»، إضافة الى مرشحين منفردين، بعد أن انسحب معظم المرشحين الآخرين لمصلحة لائحة وحدة بيروت التي نبّه الحريري من فخ تشطيب أسماء فيها في شكل يؤدي الى ضرب فكرة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. ويقترع الناخبون في العاصمة ل107 مخاتير حصل توافق على بعضهم في بعض المناطق ذات الأكثرية الإسلامية بين «المستقبل» وحركة «أمل» والنائب تمام سلام و «الجماعة الإسلامية» والعائلات، وبين الأطراف نفسها و «حزب الله» في مناطق أخرى مثل المصيطبة، فيما تجرى منافسة في عدد قليل من الأحياء مع الحزب. وفيما كان «حزب الله» انسحب من المعركة البلدية في العاصمة، كما فعل حليفه العماد ميشال عون، وقرر خوض معركة المخاتير في الأحياء المسيحية من العاصمة، فإن حضور «أمل» و «الطاشناق» في اللائحة المدعومة من 14 آذار كسر حدة المعركة، لكن عون قرر منازلة خصومه مسيحيي قوى 14 آذار في الدوائر المسيحية على المخاتير الذين يبلغ عددهم 44 مختاراً، حيث تتنافس لوائح مدعومة من عون مع أخرى مدعومة من الخصوم. وشهد بعض الأحياء اتفاقاً بين الأحزاب الأرمنية على المرشحين الأرمن بحيث يدعم «الطاشناق» و «الهانشاك» و «رامغافار» هؤلاء المرشحين على أن يكون كلا منها حراً في دعم المرشحين المسيحيين. وفي البقاع حيث يبلغ عدد الناخبين 550 ألف ناخب، وينتظر أن تتفاوت نسبة المقترعين منهم بين قضاء وآخر، بحسب المعارك في ظل حصول الكثير من الائتلافات التي خفضت من المعارك الانتخابية. ويبلغ عدد المجالس البلدية في المحافظة 155 مجلساً، فيما هناك 476 مختاراً. وتبدو «أم المعارك» كما يحلو للبنانيين القول، في زحلة حيث التنافس مسيحي في شكل أساسي، مع وجود عدد كبير من الناخبين الشيعة والسنّة، وحيث تأخذ المعركة طابعاً سياسياً بين لائحة مؤلفة من رئيس البلدية السابق أسعد زغيب وبين العائلات زائد أحزاب قوى 14 آذار التي يمثلها 4 مرشحين من أصل 21 هم عدد أعضاء اللائحة في مواجهة اللائحة التي يدعمها النائب السابق إلياس سكاف الذي يسعى الى الانتقام لإسقاطه في الانتخابات من قوى 14 آذار وإعادة الاعتبار لزعامته الكاثوليكية في المدينة. وتدخل المنافسة لائحة ثالثة بدعم من أحد نواب المدينة السابقين ويراهن أعضاؤها على تبادل الأصوات مع أعضاء من اللائحتين الأساسيتين المتنافستين، خصوصاً أن فارق الأصوات بينهما يتوقع أن يتراوح بين 500 وألف صوت بين الفائزين والخاسرين. ويخوض سكاف الذي سيدعم «حزب الله» لائحته، معركته من دون التحالف مع العماد عون الذي فضل الاكتفاء بدعم مرشح منفرد من تياره، فيما انسحب النائب نقولا فتوش الذي بات على خلاف مع قوى 14 آذار من المعركة ويتردد أنه قد يوزع أصوات أنصاره على اللوائح الثلاث المتنافسة لإثبات الحاجة الى التحالف معه في أي انتخابات مقبلة، فيما يترقب الوسط الزحلي أي اتجاه سيسلكه أنصار عون، الذين يراهن سكاف على أن يؤيدوا لائحته. وتشهد 3 بلدات أساسية في البقاع الغربي منافسة بين تحالف العائلات وقوى 14 آذار و «تيار المستقبل» من جهة وتحالف بعض قوى المعارضة وبعض العائلات هي جب جنين، القرعون وغزة. أما في البقاع الشمالي، فإن عدد القرى التي شهدت تأليف لوائح ضد ائتلاف «التنمية والوفاء» بين «حزب الله» و «أمل» قليل جداً، حيث اعترض بعض ممثلي العائلات على فرض مرشحي التوافق عليهم، فشكلوا لوائح غير مكتملة في مواجهة ائتلاف الحزبين الشيعيين النافذين.