تبدو الاجهزة الامنية في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد اكثر تصميماً من اي وقت مضى على ملاحقة المطلوبين قضائياً بعد مرور اسبوعين على تنفيذ حملة امنية واسعة تستهدف «اوكار القاعدة والمجموعات المتطرفة الاخرى» متزامنة مع بروز ظاهرة تسليم مطلوبين امنياً انفسهم للقوى الامنية مقابل ضمانات بمحاكمة عادلة. وبحسب اعلان قيادة شرطة المحافظة المعروفة بخليطها العرقي والطائفي فإن عشرات المطلوبين بتهم ارهابية وجنائية مختلفة اعتقلوا خلال الحملة الامنية التي تنفذها قوات عراقية واميركية مشتركة في المدينة او سلموا انفسهم طوعاً. وقال المتحدث باسم الشرطة الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة» ان «الحملة مستمرة ضد المطلوبين في ما اذا فوتوا فرصة تسليم انفسهم طوعاً». وأشار الى ان «الدور الاستخباراتي لعب دوراً كبيراً في تعقب واعتقال متهمين بجرائم قتل وتهجير عامي 2006 و 2007». ونوه الى ضرورة ان «يدرك المطلوبين ان عملنا هو استقرار الامن وملاحقة الخارجين عن القانون حيثما كانوا». وتؤكد اسرة اصطحبت ابنها المدعو «سلام» وهو مطلوب قضائياً لتسليمه الى مركز شرطة وسط مدينة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى، انهم قرروا تسليم ابنهم بعد ان استمرت عمليات ملاحقته لشهور». وأشارت والدته الى ان «على المطلوبين المسارعة بتسليم انفسهم والبراءة من الجرائم التي ارتكبوها بحق الابرياء فذلك اكرم لهم ولاسرهم». اما سعد العزاوي (55 سنة) الذي انهى استجواباً رسمياً يتعلق بالتستر على اقرباء له مطلوبين قضائياً فقد اكد ان «الاجهزة الامنية تسعى الى اقناع المطلوبين لجرائم مختلفة بتسليم انفسهم وضمانة محاكمتهم بشفافية ووجود محامٍ». وقال ل «الحياة» انه «ليس امام المطلوبين سوى تسليم انفسهم على ما يبدو ...انها فرصة اتمنى على الملاحقين استغلالها». ويتيح القانون العراقي للمتهم فرصة الدفاع عن نفسه بواسطة توكيل محامٍ للدفع بالتهم المنسوبة اليه في حال تعذر له ذلك. وقال المحامي رشيد طالب ل «الحياة»، «قررت المحكمة تعييني محامياً عن متهم بالسطو المسلح اضافة الى جرائم يعتقد بارتكابه اياها وتتعلق بالسرقة تحت تهديد السلاح». مسؤول امني رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه قال ل «الحياة» ان «غالبية المتهمين بجرائم قتل نفذت بدعوى الجهاد لن يتجاوبوا مع الدعوة نظراً للاحكام التي يتوقعون صدورها ضدهم». وأشار الى ان «هؤلاء قرروا الحكم على انفسهم بانفسهم بعد ان تجاهلوا كل العروض التي سبقتهم اليها قيادات اخرى في تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة». وزاد «الحرب مع التنظيمات المتطرفة لا تزال مستمرة، وعلى الاجهزة المختصة ان تدرك بأن الحرب على الارهاب لم تنته بعد في ديالى».