نيويورك، جاكرتا، غوانتانامو (كوبا) - أ ف ب، رويترز – أبلغ مسؤولون اميركيون كبار صحيفة «نيويورك تايمز» انه «من المرجح جداً» اضطلاع حركة «طالبان باكستان» بدور في الهجوم الفاشل الذي نفذه الاميركي الباكستاني الاصل فيصل شاه زاد في ساحة «تايمز سكوير» وسط نيويورك السبت الماضي، على رغم نفي الحركة اول من امس علاقتها بشاه زاد. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي: «نحاول فهم وإعادة رسم ما فعله هذا الفرد على الارض في باكستان ومن التقى والنتائج التي ترتبت على ذلك»، فيما اكد الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ارتياح واشنطن الى تعاون اسلام آباد في القضية. وفيما واصل شاه زاد اعترافاته، مع ارجاء احالته على النيابة العامة، نقلت صحيفتا «نيويورك بوست» و «ديلي نيوز» عن مصادر مطلعة على التحقيق لم تكشفها ان شاه زاد عاد الى ساحة «تايمز سكوير» غداة محاولة الهجوم كي يستعيد سيارة كان نسي مفاتيحها في السيارة الرباعية الدفع التي وضع فيها المتفجرات، وركنها على بعد نحو مئة متر من موقع الهجوم، وكان ينوي الهرب فيها. وهو اضطر بالتالي الى العودة الى بيته بالقطار، ثم جلب المفاتيح في اليوم التالي كي يستعيد سيارته التي قادها الى مطار جون كينيدي حيث اعتقلته الشرطة قبل دقائق من اقلاع طائرته الى دبي. وأشارت المصادر ذاتها الى ان شاه زاد نفذ جولة استكشافية في الحي المستهدف على متن السيارة الرباعية الدفع. وشغل القنبلة السبت امام مقر الاممالمتحدة قبل ان يوقف السيارة في الساحة من دون ان ينجح في تفجيرها. الى ذلك، اعلن مسؤول دائرة الجمارك في مطار جون كينيدي، روبرت ماكونكي، ان شاه زاد توقع توقيفه قبل اقلاع الطائرة التي صعد الى متنها والمتجهة الى دبي. ونقل عنه قوله لدى اعتقاله: «كنت انتظركم وتساءلت لماذا استغرق توقيفي كل هذا الوقت. وهو سلم نفسه بهدوء من دون ان يبدي أي خوف او غضب الى عنصرين امنيين في مقدمة الطائرة. وأضاف ماكونكي «اعتقد انه ادرك ان كل شيء انتهى، اذ سألني اذا كنت اعمل لحساب مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) او شرطة نيويورك. وأشار مسؤول آخر يدعى بول كاسكواريلي الى انه تلقى اتصالاً قبل خمس دقائق من اقلاع الطائرة أفاد بأن شخصاً ادرج اسمه على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر قد يكون على متن رحلة لشركة طيران الامارات. وقال: «قيل لي ان الشخص مرتبط مباشرة بالاعتداء الفاشل في تايمز سكوير، فهرعنا الى بوابة طيران الامارات واستدعينا شاه زاد الذي «لم يتفاجأ على الاطلاق». اعتقالات في اندونيسيا على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة في اندونيسيا 12 شخصاً خلال عملية نفذتها لمكافحة الارهاب في العاصمة جاكرتا وضاحيتها، بعد رصد معسكر تدريب سري انشأته شبكة اسلامية متطرفة في ادغال اتشيه بجزيرة سومطرة في شباط (فبراير) الماضي. وأوضحت الشرطة ان الاعتقالات حصلت من دون صدامات، «علماً ان بعض الموقوفين على علاقة بمعسكر اتشيه، وهم اعضاء في فريق مكلف بتنفيذ عمليات تجنيد ومهمات»، بينما رفض تأكيد كونهم من اتباع الزعيم الديني ابو بكر باعشير الذي امضى ثلاث سنوات في السجن حتى 2007 بعد اعتقاله في اطار التحقيق في اعتداءات بالتي التي اسفرت عن 202 قتيل في تشرين الاول (اكتوبر) 2002، وهو يخضع لرقابة مشددة حالياً في ظل الاشتباه في انه يدعم شبكات متطرفة. خضر وفي اطار جلسات المحكمة العسكرية المنعقدة في قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا، شهد جندي اميركي سابق بأن محققين حاولوا ترويع السجين الكندي عمر خضر الذي اوقف في افغانستان عام 2002 حين كان في ال15 من العمر بقصة عن شاب مسلم ضعيف البنية تعرض للاغتصاب من رجال سود ينتمون الى عصابة في سجن اميركي. وقال الجندي الذي عرّف باسم «المستجوب رقم 1» عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إن خضر عرف نفسه باسم زائف وكذب على المحققين الذين استجوبوه في قاعدة باغرام الجوية الاميركية في أفغانستان، والتي نقل اليها بعد وقت قصير من اعتقاله في مجمع يشتبه بأنه تابع لتنظيم «القاعدة» في افغانستان في 27 تموز (يوليو) 2002. وقال محامي الدفاع باري كوبورن إن «المعني الضمني لكلام المحقق ينطوي على تهديد بالقتل وصولاً الى حد التعذيب»، علماً ان الجلسات الحالية للمحكمة تهدف الى تحديد اذا كانت الاعترافات التي ادلى بها خضر انتزعت منه قسراً نتيجة معاملة وحشية او غير انسانية او مهينة، ما يمنع استخدامها كدليل في محاكمته بتهمة قتل جندي اميركي بالقاء قنبلة يدوية عليه في افغانستان. وكرر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر رفض حكومته المطالبة بترحيل خضر الى كندا بحجة ان جرائمه «خطرة للغاية».