ألقى رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي كلمة تضمنت حيثيات منح درجة الدكتوراه لخادم الحرمين الشريفين وفي ما يأتي نصها: «خادم الحرمين الشريفين. دعا مجلس جامعة الخليج العربي منح مقامكم السامي الدكتوراه الفخرية، وأيده بذلك مجلس الأمناء، مستذكراً إنجازاتكم الخيرة والجليلة كما يأتي: تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، بعطاء وسجل حافل بالإنجازات الاستراتيجية العملاقة والرائدة، سواء على المستوى الدولي والخليجي أم على المستوى الوطني والتعليمي، وشملت رعايته، حفظه الله، جامعة الخليج العربي التي حظيت برعاية خاصة من لدنه، ما كان لها الأثر العميق في خدمة الإنسانية ومجتمعات الخليج العربي وتطور العلوم والتعليم، وسنورد في ما يأتي إيجازاً من إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. الإنجازات الدولية والخليجية: نهل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، من مدرسة والده ومعلمه الأول الملك عبدالعزيز، خبراته ومهارته في الحكم والقيادة والسياسة والإدارة، وتملك رؤية حكيمة ثاقبة رائدة وشجاعة، ووضوحاً في الهدف والرؤية، وبتوفيق من الله تعالى مكّنته من هندسة الإنجازات المتوالية على الصعيد الدولي والإقليمي والخليجي، ونالت مآثره وبجدارة شهادات وأوسمة الاستحقاق والإنجاز، واستطاع قيادة أمة بتعاليم الإسلام السمحة والقيم العربية الأصيلة وبزعامة بارعة واقتدار، وتصدر بها، أيده الله، المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييداً في العالم الإسلامي، وبوأت خادم الحرمين الشريفين مكانة من بين الشخصيات العشر الأقوى تأثيراً في العالم، ونال، حفظه الله، بجدارة لقب بطل مكافحة الجوع عام 2008، وأن هذه الدلائل لتؤكد بوضوح لا جدال فيه، أن خادم الحرمين يعد بحق أحد أقطاب السياسة البارزة على مستوى المنطقة والعالم. ففي عهده الميمون، بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمواصلة نهج والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن لمؤازرة ومناصرة القضية الفلسطينية بحماس وصلابة، والعمل على استعادة المسجد الأقصى المبارك كما تجلت في مبادرته عندما كان ولياً للعهد وقدمت لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية وصاحب ذلك مبادرة تأسيس صندوق انتفاضة القدس وصندوق الأقصى، كما عمل حفظه الله على نهج ثابت ملتزم نحو قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة وترسيخ دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية. وعلى الصعيد الدولي بذل حفظه الله المساعي لنشر السلام والوئام والنمو والازدهار من خلال مبادرات رائدة عدة منها مبادرة حوار الأديان والثقافات والحضارات المختلفة لترسيخ مبادئ الحوار بين الشعوب الإنسانية واقتراحه حفظه الله إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب واقتراح إنشاء أمانة عامة للمنتدى الدولي للطاقة. وعلى الصعيد الخليجي، واصل حفظه الله بصلابة الإرادة والتصميم الدعم الكامل والقوي لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية مؤمناً بأهمية الروابط بين دول المجلس سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وترسيخ الانتماء لهذا الكيان والدفع بمفهوم المواطنة الخليجية إلى حيز الوجود وكان لخادم الحرمين الشريفين مبادرة الدعوة لإزالة كل ما يعوق مسيرة العمل الخليجي المشترك وتميز حفظه الله برؤية ودور حيوي لإيصال رسالة المجلس إلى العالم والتعريف بالقيم والمبادئ التي ترتكز عليها المنظومة الخليجية في تعاملاتها وتفاعلاتها وكان حفظه الله رائداً لتعزيز الاقتصاد الخليجي وحاسماً في إقرار المشاريع الخليجية الاقتصادية العملاقة كان آخرها إقرار الاتحاد النقدي الخليجي والربط الكهربائي الخليجي ومشروع سكة حديد دول مجلس التعاون. الإنجازات الوطنية: حفل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنجازات وطنية لامعة في المجالات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث شملت الإنجازات الإدارية سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات في شتى المجالات، ومن هذا المنطلق تم إكمال منظومة الحكم بإصدار نظام هيئة البيعة وجرى تحديث نظام القضاء ونظام ديوان المظالم وإنشاء الهيئات التي تعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم وتشكيل هيئة حقوق الإنسان. وفي المجال الاقتصادي، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نحو الإصلاح الاقتصادي الشامل وكان من أبرزها إصلاحات السوق المالية وتشييد المركز المالي بمدينة الرياض وبناء المدن الاقتصادية في عدد من مناطق المملكة ودعم رأسمال المؤسسات الحكومية الاستثمارية ببلايين الريالات وإتاحة مزيد من الفرص ليتولى القطاع الخاص تقديم الخدمات العامة وتحسين بيئة الاستثمار لتصعد المملكة للمرتبة 13 عالمياً في بيئة الأعمال والتنافسية الاستثمارية نحو الوصول لأكثر 10 اقتصاديات تنافسية في العالم ونالت بذلك المملكة العربية السعودية الجوائز التقديرية من المؤسسات الدولية كالبنك الدولي تقديراً للخطوات المتسارعة التي اتخذتها المملكة أخيراً في مجال الإصلاح الاقتصادي. وشهدت النواحي الاجتماعية إنجازات عملاقة شملت دعم الإسكان من خلال مشروع خادم الحرمين للإسكان الشعبي ومضاعفة رأسمال الصندوق العقاري وتقديم الإعفاءات للمقترضين من الصندوق العقاري ثم زيادة الرواتب لتحسين المستوى المعيشي وترسيم موظفي الدولة العاملين على بند الأجور كما أولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثقافة في المملكة العربية السعودية اهتماماً واضحاً فكان من نتاج ذلك أن أسس مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض وأسس شقيقتها في الدارالبيضاء وأطلق في عام 1405ه المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام سنوياً في الجنادرية واحتفل أخيراً بعامه الخامس والعشرين واستقطب العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين من العالم. الإنجازات في مجال التعليم: شهدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين نهضة تعليمية شاملة ومباركة يتقدمها مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام الذي يعد نقلة نوعية في مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية، كما شهد التعليم العالي في عهد خادم الحرمين حفظه الله نهضة تعليمية كبرى في النوع والكم والتوزيع الجغرافي تطور فيها عدد الجامعات من 8 جامعات في عام 1419ه إلى 24 جامعة في عام 1431ه تتوزع على مناطق المملكة وتطور عدد الجامعات الأهلية إلى 9 جامعات وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وصاحب ذلك برنامج خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي يستفيد منه أكثر من 85000 ألف طالب وطالبة ويصل عدد الطلاب في المرحلة الجامعية نحو مليون طالب وطالبة نسبة الإناث منهم أكثر من 60 في المئة وستكون المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إضافة عملاقة لتعليم المرأة في المملكة العربية السعودية. ودعم خادم الحرمين الشريفين التعليم العالي بالكراسي البحثية المختلفة إيماناً بأهمية وضرورة دعم البحث العلمي وتمثل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ورئاسته أيده الله مجلس أمنائها مرحلة جديدة من مراحل التعليم في المملكة العربية السعودية واستجابة طبيعية لمتطلبات تطوير التعليم وقد توجت هذه الإنجازات بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لتضاهي الجامعات العريقة وتتألق في الجزيرة العربية كمركز حضاري ومنارة للعلوم والتعليم. دعم خادم الحرمين لجامعة الخليج العربي: شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جامعة الخليج العربي بهبة سخية لم تسبق لبناء مدينة طبية بمبلغ قدره بليون ريال أطلقت عليها الجامعة مدينة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية والتي ستكون صرحاً علمياً لخدمة العلوم والتعليم الطبي وخدمة لمجتمع الخليج العربي وخدمة للإنسانية من ملك الإنسانية هذا غيض من فيض وإيجاز من إعجاز. حفظ الله خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.