تقطعت السبل ببعض أهالي الرياض أول من أمس، نتيجة لإغلاق بعض الطرق وارتباك المواصلات، ما أجبرهم على قضاء ليلتهم في شقق مفروشة أو عند أقرباء لهم. وذكرت أم منيرة ل«الحياة» أنها كانت عائدة إلى منزلها مع أطفالها بعد زيارة أهلها، ففوجئت بالأمطار الغزيرة تسد الطرقات وتعوق الحركة، ما جعلها تتفق مع زوجها على استئجار شقة مفروشة ريثما تنتهي العاصفة. واضطر أبو محمد القحطاني إلى استئجار شقة مفروشة، ليقيم فيها مع ابنته حتى تهدأ الأمطار، وقال: «تعاني ابنتي من الصرع، وكنت خائفاً أن تصاب بنوبة جراء المناظر التي خلّفتها الأمطار، فاستأجرت شقة مفروشة ريثما ينخفض منسوب المياه في الطرقات». وأشارت نورة العسير إلى أن والدها خرج ليحضر شقيقتها من مقر عملها، وبسبب سوء الأحوال الجويةن قرر المبيت عند أقرباء له حتى صباح أمس، في حين فضّلت أم خالد التي تقيم مع أولادها الخمسة شمال الرياض استئجار شقة لتمضية الليلة فيها، بعد دخول الماء إلى منزلها «أوقفت الكهرباء عن المنزل، تخوفاً من أي تماس، وغادرت مع أبنائي». وفي السياق ذاته، لم تكتف المياه التي خلّفتها الأمطار بإغراق عدد من شوارع الرياض، بل دخلت إلى بعض المنازل، خصوصاً تلك التي ينخفض مستواها عن مستوى الشوارع أو تلك التي تنخفض فيها النوافذ وفتحات التكييف. ويعتبر حي الروضة من أكثر الأحياء التي تعرّضت منازله إلى الضرر، فمن سقوط بعض مظلات المنازل التي تحمي السيارات من أشعة الشمس، إلى تسلل المياه من أسفل الأبواب كما حدث لمنزل عبدالله البراهيم الذي تفاجأ بكمية كبيرة من المياه وصلت من السور الخارجي إلى غرفة الضيافة القريبة من مدخل المنزل، ليبدأ الاستعانة بأي شيء يخفف تدفق المياه. ولا يختلف الأمر كثيراً في منزل خالد الشعيل الذي يقع في حي التعاون، إذ كان لفتحات التكييف دورها في تسهيل مهمة اقتحام المياه منزله، فبعد أن أقلّ زوجته من مقر عملها، لم يتمكن من العودة إلى المنزل بسبب احتجازه على طريق الإمام سعود المؤدي إلى منزله، إذ استغرقت رحلة العودة ما يصل إلى 4 ساعات، استطاعت معها المياه أن تصول وتجول في أجزاء المنزل. وتكاد المنازل القديمة في حي المرسلات ومنازل الصفيح تكون الأسوأ حالاً، فالصفيح وبعض الأخشاب أو حتى بعض الجدران الأسمنتية المتهالكة لم تكن كافية لصد هجوم المياه. ولفت فهاد العنزي إلى أنه لم يُصدم بما حلّ في منزله: «كنت في انتظار حدوث ذلك لأن منازل الحي متهالكة تماماً»، مشيراً إلى أنه عمل مع بداية هطول المطر على إخراج بعض الأغراض الثمينة التي يخشى عليها من الضرر ونقلها إلى سيارته». من جهته، أكد قاسم المطيري الذي غاصت سيارته في المياه أن موظفين في الدفاع المدني طلبوا منه تصوير مركبته بكاميرا الهاتف النقال موضحاً فيها رقم اللوحة وإرفاقها بملف صورة لاستمارة المركبة وبطاقة الأحوال، لصرف تعويض له عما حدث. وقال عبدالله الشريف أحد نزلاء للشقق المفروشة: «استيقظت من نومي على صوت زخات المطر وعندما حاولت الخروج للاستمتاع بالأجواء تفاجأت بعدم وجود سيارتي التي اكتشفت لاحقاً أنها تغوص وسط المياه». وذكر صاحب شقق مفروشة على طريق الملك عبدالله يدعى محمد أفندي ل«الحياة» أنه اضطر لقطع التيار الكهربائي عند دخول المياه إلى المبنى تفادياً لوقوع تماس كهربائي. وتساءل عن المسؤول في ما حدث. وأشار محمد حمدان الذي يعمل سائق «سطحة» إلى أنه سحب 30 سيارة متعطلة أمس.