وقع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مراسيم رئاسية جديدة أنهى بموجبها مهمات مدير العلاقات الخارجية والتعاون في وزارة الدفاع، كما أجرى تحويلات جزئية في السلك الديبلوماسي شملت سفراء الجزائر في أربع عواصم كبرى من ضمنها موسكو. وأفيد أن بوتفليقة يستعد لإجراء تغييرات موسعة في هرم جهاز الدرك وبعض المؤسسات العسكرية. ومسّت أولى التغييرات التي أجراها الرئيس بوتفليقة منذ انتخابه رئيساً لولاية ثالثة، بداية الشهر الماضي، مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية والعدل والسلك الديبلوماسي، واستُدعي أربعة سفراء فوق العادة إلى وظائف أخرى في وزارة الخارجية. وعُلم أن الرئيس الجزائري يعمل حالياً على درس اقتراحات من وزارة الخارجية في خصوص أسماء مرشحة لتولي مناصب ديبلوماسية في عواصم مهمة. وبدورها تعمل رئاسة أركان الجيش الجزائري على درس حركة مناقلات واسعة وإحالة عدد من الضباط الكبار على التقاعد من المكلفين بمسؤوليات في الولايات والنواحي العسكرية. وتأخذ رئاسة الأركان عوامل «الكفاءة في مكافحة الإرهاب وحجم التكوين» في تحديد المعنيين بالتحويلات أو إنهاء المهمات. من جهة أخرى، أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، مساء أول من أمس، أحكاماً غيابية بالسجن المؤبد على ثمانية مسلحين من «تنظيم لقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وذلك في قضيتين مختلفتين، لكن نشاطهما كان في منطقة واحدة عبر المنطقة الشرقية لولاية بومرداس. ويتعلق الأمر في القضية الأولى بسبعة مسلحين هم سفيان علالو وديشو محمد وإبراهيم حمليل وبوهر مراد ورفيق بحال وضيف الله أحمد وعزازني محمد، ويتهم هؤلاء بجناية «تكوين جماعة إرهابية مسلحة ومحاولة القتل العمدي ووضع المتفجرات في الأماكن العمومية». وكانت هذه المجموعة تحت مسؤولية ديشو محمد نائب كتيبة «يسر» المسمى الهاشمي الهاشمي، وتقول قوات الأمن إنها كتيبة تختص في الخطف والدعاية للجماعات المسلحة في المنطقة. أما القضية الثانية التي صدر فيها الحكم الغيابي فتتعلق بالمدعو صغير مراد، و هو أحد قدماء «الجماعة الإسلامية المسلحة» سنة 1994، علماً أنه قُتل قبل عام في مكمن للجيش. في غضون ذلك، استقبل الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري، الجنرال موموني بوريمة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة لجمهورية النيجر. وقالت وزارة الدفاع إن الجنرال بوريمة حل في زيارة رسمية بدعوة من الفريق أحمد قايد صالح تندرج في إطار «تدعيم علاقات الصداقة والتعاون العسكري بين البلدين». وترتبط الزيارة بالعملية العسكرية التي أطلقتها أربع دول افريقية في منطقة الساحل جنوبالجزائر، لتتبع أثر «جماعة يحيى أبو عمار زعيم الفرع الصحراوي للقاعدة»، كما ترتبط بمسألة «تمدد» الفرع إلى النيجر حيث جرت عملية خطف ستة سياح أوروبيين قبل أربعة أشهر، انتهت بإطلاق أربعة منهم. وما زال اثنان محتجزين، وتهدد «القاعدة» بإعدام أحدهما (بريطانيا) إذا لم تفرج لندن عن الشيخ الفلسطيني «أبو قتادة».