بيّنت دراسة حديثة أنّ احتمال الإصابة بأمراض الذاكرة والقلب يقل عند الأشخاص الأذكياء، والسبب في ذلك هو الجينات. وذكر موقع صحيفة «دايلي ميل» البريطانية ان باحثين من «جامعة إدنبرة» في اسكتلندا حللوا بيانات الحمض النووي ل 100 الف شخص بالبنك الحيوي في بريطانيا، وتوصلوا الى ان الجينات التي يمتلكها اي شخص تلعب دوراً هاماً في صفاته والامراض التي قد يصيب بها لاحقاً. ولاحظ الباحثون وجود ارتباطات سلبية كبيرة بين مهارات التعلّم والتفكير التي يمتلكها الشخص، وبين الاصابة بأمراض مثل الزهايمر وداء الشريان التاجي والسكتة الدماغية. وتوصلوا الى ان الاشخاص الاذكياء او المتفوقين، تقل نسبة مواجهتم لتلك الامراض وكذلك يكونون اقل عرضة لزيادة الوزن، مشيرين الى ان الاشخاص الذين يتركون الدراسة في وقت مبكر معرضين لخطر الاصابة بداء السكري من النوع الثاني. واوضح فريق البحث ان «المتغيرات الجينية المتعلقة بالظروف الصحية يمكن ان يكون لها آثار غير مباشرة على القدرة المعرفية»، موضحين ان الاشخاص غير المتعلمين أقل عرضة ووعياً لاتخاذ قرارات مدروسة في شأن ما يأكلون. وقال البروفيسور في «جامعة إدنبرة»، إيان ديري، ان «الدراسة يمكن أن تساعد في فهم بعض الروابط بين المستويات المنخفضة من الوظائف الادراكية». واوضحت الاخصائية النفسية ساسكيا هاغناريس، ان «الدراسة تدعم النظريات السابقة والتي تقول ان الاشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، تكون مستويات الذكاء لديهم مرتفعة». واشارت دراسة اجريت عام 2014 الى وجود ارتباط بين طول القامة ومعدل الذكاء، بحيث أن من هم أقصر من المعدل العام أكثر عرضة لأن يكون معدل ذكائهم أقل من الأطول منهم. وعمد الباحثون إلى تحليل مؤشرات الحمض النووي عند أكثر من 6800 شخص، طوال فترة خمسة أعوام، ليتبين لهم أن ثمة ارتباط بين طول القامة ومعدل الذكاء. ووجدوا انه يمكن تفسير 70 في المئة من الرابط بين الطول ومعدل الذكاء بالأمور الجينية، فيما ال 30 في المئة الأخرى مرتبطة بالعوامل البيئية.