كشفت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، عن وصول قوة عسكرية من بغداد مجهّزة بالتجهيزات الخاصة بالحملات الأمنية، في وقت تشرع الحكومة المحلية بالمحافظة في بسط الأمن نتيجة الاضطرابات التي تحدثها العشائر المتناحرة بين فترة وأخرى. وقال رئيس اللجنة في مجلس المحافظة جبار الساعدي، ل «الحياة»، إن «القوة جاءت بأمر من وزير الدفاع، وستكون ثابتة ومستقرة وتحت إمرة قيادة عمليات البصرة لضبط أمن المناطق التي تشهد توترات ونزاعات عشائرية». وأضاف أن «القوة التي جاءت أثناء زيارة مجلس الوزراء المحافظة خلال الشهر الجاري، لم تأت لتستقر في البصرة كونها كانت مكلفة بواجبات محددة أنجزتها، ثم توجهت إلى محافظات أخرى وفق أوامر صادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة». وتابع أن «المحافظة ما زالت في طور البناء الأمني للبصرة بعد أن تزعزع الأمن بفعل النزاعات العشائرية، لذلك عملت الحكومة المركزية على إرسال قوة دائمة تقوم بعمليات أمنية وفق ما تقتضيه الحاجة في المناطق التي تشهد توترات عشائرية شمال المحافظة أو في مركزها». ولفت إلى أن «من وصل من القوة يقترب عددهم من 240 عنصراً أمنياً». وكانت محافظة البصرة (490 كلم جنوببغداد) واجهت خلال النصف الثاني من العام المنصرم، زيادة في النزاعات العشائرية المسلّحة وجرائم القتل والخطف والسطو المسلّح، ثم أعلنت خلية الأزمة نهاية العام الماضي، البدء بتنفيذ خطة جديدة تهدف إلى تحسين الوضع الأمني. وأسفرت تلك الخطة، وفق قيادة العمليات، عن إلقاء القبض على ثلاثة آلاف متهم قبل أن تصل إلى المحافظة قوة عسكرية مدرعة تابعة لقيادة عمليات الرافدين، ونفذت عمليات محدودة وغادرت المحافظة من دون أن تعلن عن المكاسب الأمنية التي أحرزتها. إلى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني، ل «الحياة»، إن «هذه القوة وصلت إلى البصرة من أجل الحفاظ على ما وصلت إليه المحافظة من استقرار أمني نسبي بعد حملة نزع السلاح التي بدأنا تطبيقها مع بداية العام الحالي». وأوضح أن «القوة المركزية وصلت إلى المحافظة في وقت بدأت المحافظة بمشروع نصب الكاميرات، الذي تمت المباشرة فيه بعد استحصال الموافقة الإدارية والأمنية بعموم مركز المحافظة». وأضاف أن «عدد الكاميرات الأمنية يزيد عن 400 كاميرا سيتم وضعها في مركز مدينة البصرة للحدّ من الأعمال الإجرامية المحتمل وقوعها». وتابع أن «القوات الأمنية الموجودة في البصرة والقادمة من بغداد ستقوم بعمل غرفة تنسيق مع مشروع كاميرات المراقبة للوصول إلى نتائج سريعة ومؤثرة إيجابياً في الواقع الأمني». وقال قائد عمليات البصرة اللواء الركن سمير عبدالكريم، في بيان عن مكتب القيادة، إن «البصرة تخطو خطوات حثيثة لبسط الأمن وإيجاد منظومة أمنية متكاملة من الجيش والشرطة والعناصر الأمنية المرابطة والوافدة من خارج المحافظة، إضافة إلى الكثير من العمليات الاستخبارية التي لا يُعلن عنها في الإعلام». وأضاف أن «المحافظة مقبلة أيضاً على أن تكون محصنة أمنياً بالجهد الإلكتروني الذي ستبدأ بتطبيقه خلال أيام، إذ إن 50 في المئة من معدل الجريمة ستكتشف من خلال الكاميرات الأمنية في حال إكمال المشروع، الذي سيخفض 50 في المئة من جهد انتشار المفارز الأمنية في شوارع مركز المدينة، والتي يمكن الاستفادة منها في أماكن أخرى».