يرى متخصصان أن خدمة «واصل» التي أطلقتها مؤسسة البريد السعودي أثبتت فشلها، مطالبين بالعودة إلى العمل بالنظام القديم. واستغربوا وضع رسوم على الخدمات البريدية، «فالدول المتقدمة لا تأخذ رسوماً على هذا النوع من الخدمات من أفرادها». من جهته، أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله بخاري أن كثيراً من أفراد المجتمع يشتكون من خدمة «واصل»، كونها «غير عملية»، مضيفاً: «الحل الوحيد لمؤسسة البريد السعودي أن تعود إلى الآلية القديمة». وأوضح ان عشرات الملايين صرفت على الخدمة الجديدة «ولم نلمس أي أثر إيجابي». وزاد: «عضو مجلس الشورى أن كثيراً من المختصين تحدثوا عن هذه الخدمة البريدية وجميعهم أبدوا عدم رضاهم عليها»، مؤكداً أنها أثبتت - بما لا يدع مجالاً للشك - ضعفها. وأشار بخاري إلى أن مجلس الشورى سبق أن طالب بإعادة النظر في خدمة واصل، خصوصاً أنها أحدثت نوعاً من الإرباك أثناء ترقيمها للعناوين، بطريقة تخالف ترقيم الأمانات والبلديات. وبسّط بخاري وجهة نظره، بقوله: «لا يعني حصول الخدمة على إشادة أو جائزة أنها ناجحة، ما يهمنا ماذا أضافت للمواطن؟»، لافتاً إلى أن طرود واصل تضيع تارة وتتأخر تارة أخرى، إضافة إلى أن بعض المنازل يوجد بها ثلاثة أو أربعة صناديق فهي تعتمد على باب المنزل متناسين أن بعض المنازل يوجد بها بوابات من جهات مختلفة». بدوره، أكد أستاذ الاجتماع في جامعة طيبة الدكتور محمد الخالدي أن البريد مجاني في غالبية دول العالم، ويصل إلى صندوق البريد المخصص لكل منزل، فلكل بيت صندوق بريد، مستغرباً أن توضع رسوم على الخدمات البريدية، «فالرسوم موجودة عندما ترسل الرسالة وهو الرسم المدفوع في الطابع البريدي، فلماذا تفرض رسوم لصندوق البريد»، مشبهاً الأمر ب «المنشار الذي يأكل الخشب صعوداً وهبوطاً»، في إشارة إلى مؤسسة البريد. وقال: «البريد خدمة اتصال قديمة جداً، ونحن حتى الآن لم نصل الى أدنى مستوياتها، وهو «العنوان المنزلي» أي ان يصل البريد الى المنزل بدقة رقمية لا تحتمل الخطأ». وأضاف: «إلى هذه اللحظة، نحن لا نستطيع المراسلة الا اذا كنا نعمل في دائرة حكومية او شركة او نملك صندوق بريد مدفوع الثمن، فالبريد عندنا لا يعرف العنوان المنزلي ولا يتعامل معه اطلاقاً، في حين ان المعمول به عالمياً في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء هو العنوان المنزلي، سواء كان ذلك صندوقاً منزلياً ام رقم منزل يحمل عنواناً واضحاً». ولفت إلى أن البريد وسيلة اتصال مهمة جداً، «في الدول المتقدمة يولونها اهتماماً كبيراً، ولا يؤخذ من المواطن في مقابله أي رسوم، «واعتقد انه آن الأوان لأن تملك السعودية نظاماً بريدياً راقياً». وتمنى الدكتور الخالدي عدم الارتجالية في مثل هذه الأمور، وإنما بالدراسة وكسب الخبرات من غيرهم. وقال: «لتصلك الرسائل لهذا الصندوق فلا بد من دفع 300 ريال سنوياً، ولكن عندما دخلت على موقع المؤسسة العامة للبريد تبين أن المبلغ المطلوب هو ثمن الصندوق فقط للحصول على الخدمة، وهذا هو النص بحسب الموقع «واصل الطريقة الأمثل والأسرع لإيصال جميع الخدمات البريدية للمواطنين والمقيمين في محل إقامتهم».