يبحث الرئيس حسني مبارك اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في منتجع شرم الشيخ سبل إنجاح المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين برعاية أميركية في الأيام المقبلة، بعد موافقة لجنة مبادرة السلام العربية خلال اجتماعها في القاهرة أول من أمس على الشروع في هذه المفاوضات. وقال مصدر مصري ل «الحياة» إن القاهرة ترى ضرورة بدء هذه المفاوضات من تناول ملف الحدود كي تؤتي ثمارها. وكانت لجنة مبادرة السلام العربية وافقت مساء أول من أمس على بدء المفاوضات غير المباشرة، وأكدت في بيان في اختتام اجتماعها على الموقف العربي القاضي بأن السلام مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، بما في ذلك الانسحاب من الجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي ما زالت محتلة جنوب لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، طبقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وشددت على أن المفاوضات المباشرة تتطلب الوقف الكامل للاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحت أن المحادثات غير المباشرة لن تثمر في أجواء يسود فيها التوتر بسبب الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة. وأكدت مهلة الأربعة أشهر للمحادثات غير المباشرة، على ألا تنتقل إلى مفاوضات مباشرة تلقائياً. وقال رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، رئيس اللجنة العربية لمبادرة السلام الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه تم الاتفاق على استمرار سقف الأربعة أشهر المقرر سابقاً لإجراء محادثات غير مباشرة، مشيراً إلى انتهاء شهرين وبقاء شهرين، والموقف العربي سيقوّم الوضع من فترة لفترة. وأضاف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن العرب لم يعطوا المهلة إلى إسرائيل بل للوسيط الأميركي. وأضاف: «المفاوضات لديها 24 شهراً لإنهاء كل القضايا، وهناك تدرج، وسنقوّم الموضوع بعد شهر، وإذا كان هناك أمل سنمدد الوقت لأن القضية لها أكثر من ستين عاماً ولم تحل». وبدا الوزير القطري غير متفائل بنجاح المهلة في تحريك المفاوضات غير المباشرة، وقال: «الفشل وارد، وإسرائيل معتمدة على أن تتنصل من السلام الذي نريده». وقال إن الواضح أن الاميركيين وصلوا إلى قناعة بأن لهم مصالح مع العرب، والفرصة التي ستعطى هي للوسيط الأميركي الذي يحتاج إلى قرار عربي موحد وكلمة عربية موحدة، ونأمل في أن يتم ذلك من الأخوة العرب». وأضاف ان «بعض الأطراف العربية يريد المتاجرة بالقضية الفلسطينية، ونحن لا نريد هذه المتاجرة، وإذا فشلت المحادثات سنوقف المحادثات مع إسرائيل، ونعلن الفشل ليأتي جيل جديد قد ينجح». وقال موسى «إن هناك ضعفاً في الموقف العربي يؤدي لنتائج غير إيجابية، ونحن نبني تضامناً عربياً مع جهود السلام، وهو الذي سيعطينا القوة (...) حصل تغير كبير في الموقف العربي، بمعنى أنه لم يعد هناك خضوع أو رفض كامل، وأصبحنا نتشاور، ووضعنا قواعد وإطاراً زمنياً، وأخذنا الخط الاستراتيجي للتوازن مع واشنطن، ولم يحدث هناك توتر، ولن نجعل هناك توتر».