صدر عن «دار رواق للنشر والكتاب»، (الدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء) كتاب «التراث الفني الإسلامي في المغرب»، للدكتور عبد العزيز صلاح سالم. تأتي أهمية الكتاب وقيمته العلمية، من سده ثغرة كبيرة في مجال دراسة التراث الإسلامي بصفة عامة، والتراث الفني في المغرب، على وجه الخصوص. ألف الكتاب الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية، بكلية الآثار، جامعة القاهرة، وخبير التراث الإسلامي بالإيسيسكو الذي كان مقيماً بالمغرب لفترة طويلة، استطاع خلالها الاطلاع على ما تحتفظ به المملكة المغربية من كنوز التراث الفني الإسلامي، سواء في العمائر الأثرية نفسها أو في المتاحف، والمجموعات الخاصة، علاوة على تلك الروائع المغربية والأندلسية المحفوظة في المتاحف العربية والإسلامية، بل والعالمية الأخرى. قدم الكتاب الدكتور عبدالحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، والدكتور محمد حمزة إسماعيل، عميد كلية الآثار، جامعة القاهرة. وهو يُعد من الإسهامات المحمودة، والإضافات الجديدة في مجال دراسة التراث الإسلامي بعامة، والتراث المغربي بخاصة، وقد اتبع المؤلف في كتابة فصوله المنهج العلمي السليم، ورجع إلى المصادر الأصيلة؛ فضلاً عن المراجع العربية والأجنبية، وبذل جهداً كبيراً يُحسب له في سبيل جمع المادة العلمية، وتبويبها، وترتيبها وتصنيفها، وإخراجها على هذا النحو المتميز ما يُعد إسهاماً جديداً وإضافة في مجال الدراسات الأثرية والفنية. تحلل الدراسة النقوش الكتابية التسجيلية على مواد التراث الفني في المغرب الأقصى، وتوضيح مدلولاتها التاريخية والأثرية، وتتبع الأسماء والألقاب الواردة عليها، وتفسير بعض القضايا المتعلقة بهذه النقوش الكتابية، وإلقاء الضوء على التأثيرات المتبادلة في مواد الفنون الزخرفية المغربية من الفتح الإسلامي إلى نهاية العصر السعدي، سواء الواردة من المشرق الإسلامي أو من بلاد الأندلس، وبيان أثرها في تطور أساليب صناعة التحف الفنية في المغرب الأقصى، والتعرف على أهم المراكز الصناعية لمواد الفنون الإسلامية في المغرب الأقصى، وأشهر الصنّاع، وإضافة أسماء صنّاع مغاربة برعوا في صناعة مواد الفنون الزخرفية الإسلامية إلى قوائم الصناع في العالم الإسلامي، وما يمثله ذلك من إضافة جديدة تساهم في بشكل فعال في معالجة العديد من الحوادث التاريخية والقضايا السياسة، والاجتماعية التي تطرحها التحف الفنية في المغرب الأقصى، مع مقارنة ما تثيره من إشكاليات بما ورد في كتابات المصادر التاريخية، وإضافة دراسة نقدية لأهم الكتابات العربية والأجنبية التي تطرقت إلى هذا الموضوع. قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وخمسة فصول. تناول في المقدمة أهمية الموضوع ومنهج الدراسة، والإطار التاريخي والجغرافي لموضوع الكتاب، وتناول الفصل الأول: التراث الفني الإسلامي من الفتح العربي إلى نهاية عهد المرابطين، والفصل الثاني التراث الفني الإسلامي في عهد الموحدين، ويتناول الفصل الثالث التراث الفني الإسلامي في عهد بني المرينيين، والوطاسين، كما يتناول الفصل الرابع التراث الفني الإسلامي في عهد السعديين، أما الفصل الخامس، والأخير فقد أفرده لدراسة النقوش الكتابية، والزخرفية، والمراكز الصناعية، وضرب السكة، والصناع، والتأثيرات الفنية المتبادلة، ويلي ذلك قائمة المصادر والمراجع العربية والأجنبية ثم اللوحات. معروف عن الدكتور عبد العزيز صلاح سالم اهتمامه بالتراث المغربي فقد صدر له من قبل، كتاب «روائع الفنون الإسلامية في المغرب الأقصى»، عن مركز الكتاب لنشر القاهرة، 2010 م، وكتاب «الآثار الإسلامية في مدينتي سلا ورباط الفتح»، عن دار نشر المعرفة، الرباط 2012م، وسلسلة كتب بعنوان: «روائع الآثار المغربية»، عن دار نشر المعرفة، الرباط، المملكة المغربية، 2009 - 2010 م صدرت منها عشرة أجزاء.