من أجمل البرامج التلفزيونية للأطفال، التي كنا نشاهدها كأنها فيلم أميركي «شارع سمسم»، وشاركت الدول العربية والخليجية في هذا البرنامج، بعد أن أنتجته مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، التي اشترت بعض الشخصيات من المسلسل الأميركي للشخصيات وهم «أنيس، وكعكي، وقرقور والضفدع كامل»، التي كان الجميع يجلس أمام التلفاز لمشاهدة الحلقات، التي تبث وقت العصر، وكان يعتبر وقتاً ذهبياً للأطفال. افتح يا سمسم عمل معرب من المسلسل الأميركي «شارع سمسم»، المنتج عام 1969، ولاقى نجاحاً باهراً بعد نسخة منه بلغات عدة، وثقافات مختلفة، وحصل على جائزة «أيمي»، وبعد أن اجتمعت دول الخليج وكونت مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومقره في الكويت، تأسس برنامج افتح يا سمسم كرسالة تربوية تعليمية ثقافية للطفل، من خلالها يتعلم الكثير من المهارات والأخلاق الحميدة. وطورت الشخصيات كثيراً مثل الببغاء الثرثار إلى «ملسون»، والطائر العملاق الأصفر إلى «نعمان»، والضفدع وبقية دمى أخرى ظلت على أسمائها مثل «أنيس وكعكعي وقرقور، والبائع ووالدته، والدكتورة ليلى، والكهربائي هشام، وحمد النجار وزوجته المعلمة فاطمة، والشخصيات البشرية والعرائس، وجميعها صممت بهدف شد انتباه الأطفال وآبائهم، وكان لها ذلك، لما له من أسلوب سهل، وممتع في تقديم المعلومة للطفل، بقلب مشوق وجميل، وبهذا الطريقة سهلت عليهم زرع بعض المفاهيم والمعلومات الأولية مثل الحروف والكلمات المستخدمة في الحياة اليومية، وطرق استخدام الأرقام، والأهم من ذلك أنه يعلم فوائد السلوك الإيجابي كالتعاون والتسامح والعطف وحب الجيران واحترام الكبير وتصوير الناس والمناطق الجميلة في البلدان العربية والحيوانات والألعاب التي تشد الأطفال، وجمع المسلسل فنانين ومربين وأخصائيين في اللغة والتربية من أنحاء الوطن العربي، وكان هذا التجمع إحدى المزايا لتقبله بشكل أكبر. والجميل في الأمر أنه خلال هذه الأعوام تمت إعادة شكل البرنامج ليواكب تطورات العصر، وما يفكر به الطفل في ظل التكنولوجيا والتقنية، من خلال عرض الكثير من الحلقات عبر موقع «يوتيوب» لجذب أكبر حصيلة من المشاهدين الأطفال وتطوير ما يحبون ويرغبون تقديمه ومشاهدته لأكثر من 54.785.611 مليون مشاهد، وكتبوا في رسالتهم للطفل من خلال بثهم في أبوظبي (مرحبا بكم يا أصدقاء انضموا إلى نعمات وشمس وغرور وملسون، لتجدوا الكثير من المرح والفرح والتعلم، إضافة إلى الدمى الشهير كعكي وبدر وأنيس وإلمو، يطلون عليكم بفقراتهم المفيدة والممتعة والمسلية والبرنامج يساعد الأطفال في تعلم اللغة العربية بطريقة ممتعة، ويسهم في تطوير مهاراتهم وعلاقتهم الاجتماعية ورفع مستوى تحصيلهم الدراسي). إضافة إلى الموقع الإلكتروني المليء بالخدمات التفاعلية مع الطفل من خلال البرنامج الذي يضم تطبيقات، يستطيع أي طفل استخدامها في الأجهزة الإلكترونية من خلال الألعاب أو الرسم أو قراءة القصص، التي صممت بصيغة ثري دي لتسهم في جذب الطفل وتساعده في حب القراءة، والبرنامج أنتجته مؤسسة بداية الإعلامية وهي مختصة بتطوير المحتوى التعليمي بالترفيه للطفل ومقرها أبوظبي.