جددت المملكة إدانتها لعجز مجلس الأمن عن القيام بواجبه طوال خمسة أعوام مضت في حماية الشعب السوري، وما يتعرض له من جرائم وانتهاكات على يد نظام بشار الأسد. وأوضح مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المُعَلِّمِي» أن مجلس الأمن لم يتمكن على مدى خمسة أعوام من القيام بواجبه تجاه حماية الشعب السوري من أعمال القتل والترويع والتجويع والإبادة الجماعية التي ترتكبها السلطات السورية بحق شعبها، والتي أدت إلى قتل أكثر من 300 ألف إنسان وتشريد أكثر من 12 مليون سوري، وتدمير البلاد، وإشعال فتيل الإرهاب الذي أصبح يهدد العالم أجمع». وقال في كلمة للمملكة حول بند الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية في المجلس بنيويورك أول من أمس (الثلثاء) -بحسب وكالة الأنباء السعودية-: «يؤسفنا أن مجلس الأمن لم يتمكن، على رغم قراراته العديدة ذات العلاقة، من رفع الحصار عن مضايا، والغوطة الشرقية، وغيرها من المدن المحاصرة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتركت ما يفوق عن 400 ألف شخص معرضين للموت جوعاً، عائدين بنا إلى ممارسات عصور الظلام والعصور الوسطى. لقد شاهدتم أمام أعينكم صور البشر في مضايا، وقد أصبحوا هياكل عظمية». وتساءل: «ألم تحرك هذه الصور ضمائركم وإنسانيتكم؟! لقد شاهدنا كيف أثمرت الجهود التي بُذلت أخيراً للضغط على النظام السوري عن إيصال بعض المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق المحاصرة، وإنه لأمر معيب أن يضطر المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على السلطات السورية لتوفير الغذاء والدواء لأبناء شعبها، بل إن منع السلطات السورية إيصال هذه المساعدات الإنسانية هو أمر غير إنساني ويرقى إلى أن يكون من جرائم الحرب». .. وتطالب بإعداد نظام حماية دولية خاص بفلسطين والقدس أكدت المملكة أن القضية الفلسطينية كانت -ومازالت- في صدارة اهتماماتها، مطالبة مجلس الأمن مجدداً بإعداد نظام حماية دولية خاص بالدولة الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشريف، وفقاً لاتفاق جنيف الرابع، وما يتصل بذلك من قرارات الشرعية الدولية. وقال: «أتوجه إلى مجلسكم بالشكر الجزيل على موقفكم المتمثل في إدانتكم القوية للعدوان الهمجي الذي تعرضت له سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد، ونأمل أن يستمر المجلس في مطالبة حكومة إيران باحترام مسؤولياتها القانونية الدولية تجاه حماية البعثات الديبلوماسية، ومحاسبة كل من كان له دور في هذه الهجمات، ومن حرَّض عليها ومن خطط لها ومن نفَّذها، وعدم الاكتفاء بعبارات الأسف العمومية التي أصدرتها السلطات الإيرانية». وأضاف: «إن وفد المملكة يؤكد أن القضية الفلسطينية كانت -ومازالت- في صدارة اهتمامات المملكة، وأنه مهما عصفت بمنطقتنا العربية الصعوبات والتحديات إلا أنها لن تثنينا أو تشغلنا عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده ودفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته وتصديه لاحتلال إسرائيل وممارساتها الاستعمارية وانتهاكاتها المخالفة للشرعية الدولية». وأوضح أننا «جئنا إلى مجلسكم المرة تلو الأخرى نطالبكم بإدانة الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه إسرائيل وما يرتكبه جيشها الاستعماري ومستوطنوها الإرهابيون من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. جميعها موثقة لديكم في تقارير الأممالمتحدة، كل ذلك من دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة. وكانت النتيجة أن إسرائيل ماضية في استخدام القوة المفرطة والمميتة ضد الفلسطينيين، والتعريض بهم وتعذيبهم واستغلالهم، بما في ذلك النساء والأطفال والشباب والقُصّر». ولفت إلى أن «السلطات الإسرائيلية مازالت تعمل على تهويد القدس الشريف والأماكن الإسلامية والمسيحية التاريخية، ونزع هويتها العربية، وتغيير الوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك والحرم الشريف، وكل ذلك من دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة». وعن الحصار الذي تفرضه إسرائيل ضد قطاع غزة، قال المُعَلِّمِي: «إنه مستمر سنة تلو الأخرى، فضلاً عما تمارسه إسرائيل من سياسات تعسفية في الضفة الغربية، وما نتج من ذلك من تفاقم حدة الفقر وغياب أبسط سبل العيش الكريم، وكل ذلك من دون مساءلة أو أدنى خوف من محاسبة».