تسبب مرض يصيب الماشية في نفوق عدد كبير منها في منطقة الحدود الشمالية، ما اعتبره طبيب بيطري من أشد الأمراض التي تصيب الأغنام والماعز، كونه يؤدي إلى خسارة مادية كبيرة لمربي الماشية. وقال محمد العنزي الذي يعمل مربي ماشية إن المرض ينتقل بين الماشية، ويعد العزل أفضل علاج له، بحيث لا يسمح بدخول أو خروج الرؤوس المصابة، مشيراً إلى أن هناك أعراضاً للمرض منها: سيلان كبير في الأنف والفم لدى الماشية المريضة، وتقرحات على اللثة، وإفرازات في الأنف والعين، وإصدار رائحة كريهة تزداد قوة، مع إسهال بني اللون، ثم هزال شديد، يعقبها النفوق في المرحلة الأخيرة. وذكر عطاالله العنزي أن هذا المرض دهم أغنامه بصفة مفاجئة، وتسبب في نفوق عدد كبير من ماشيته، معظمها من الماعز. من جانبه، أوضح الطبيب البيطري أحمد أبو النجا ل«الحياة»، أن المرض معروف لدى أصحاب الماشية ب«طاعون الماعز»، أو «طاعون المجترات الصغيرة»، والذي ظهرت بعض حالات الإصابة به أخيراً شرق عرعر، لافتاً إلى أن المرض شديد الخطورة على الأغنام والماعز، وهو يتسبب في خسارة مادية كبيرة لمربي الماشية، نظراً لتسببه في نفوق أغلب الحيوانات المصابة، إضافة إلى التكاليف الباهظة، من الأدوية والمطهرات المستخدمة في علاج القطعان المصابة والأماكن الملوثة، إلا أنه غير معدٍ للإنسان. وأضاف: «المسبب المرضي فيروسي يسهل تدميره بالمطهرات الفعالة، لكنه يمكنه الاحتفاظ بدوراته في المذبوحات المجمدة من الحيوانات المصابة، وينتقل المرض من الحيوانات المصابة إلى الأخرى التي تصاحبها، من خلال الإفرازات التي تسقط بالمشارب والمعالف، ورذاذ السعال والعطس»، مشيراً إلى أن الأعراض تظهر خلال أسبوع. وذكر أن عوامل إجهاد الحيوان تساعد في ظهور المرض وقوة انتشاره، مثل مواسم هطول الأمطار، والرطوبة المرتفعة، وسوء التغذية، وضعف التحصينات، وعدم مكافحة الأمراض الطفيلية والبكتيرية. من جهته، طالب مدير فرع وزارة الزراعة في منطقة الحدود الشمالية المهندس صالح الصغير مربي الماشية بمراجعة الفرع، إذ يوجد فريق جاهز للمسح الشامل لجميع الأمراض التي تصيب الماشية، مؤكداً وجود لقاحات جارٍ تأمينها بعد نفاد الكميات السابقة. وقال في حديثٍ سابق ل«الحياة»، إن انتشار المرض يعود إلى طريقة التربية العشوائية التي ينتهجها بعض المربين، والتي تتسبب في سرعة انتقال العدوى من حيوان لآخر، خصوصاً في ما يتعلق بالأمراض الفيروسية والبكتيرية.