هاجمت القوارض والحشرات، أحياءً عدة في مدينة الدمام، متسببة في إثارة مخاوف قاطنيها من انتشار «الأوبئة»، فيما أشاروا إلى دور لعبته حُفر المشاريع البلدية والمياه، في تزايد أعداد القوارض، وبخاصة في الأحياء القديمة من المدينة. وتزايدت المخاوف بعد تسلل أعداد من تلك القوارض إلى داخل المنازل.وأقر الناطق الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية حسين البلوشي، في تصريح ل«الحياة»، بزيادة البلاغات الواردة إلى الأمانة حول القوارض. وقال: «تم التعامل مع البلاغات، بإرسال فرق ميدانية إلى الأحياء التي تنتشر فيها الفئران. وسيتم رش الشوارع، ووضع طعوم لصيد تلك القوارض». ونصح من دخلت القوارض إلى منازلهم ب «التعامل مع شركات متخصصة في رش المبيدات، لمنع تفاقم المشكلة». وألقت مصادر في الأمانة، باللوم على بعض السكان الذين «لا يلتزمون بالحفاظ على البيئة العامة». كما انتقدت بعض المطاعم التي «تسهم في زيادة ظهور القوارض، بإلقاء النفايات في شكل غير نظامي»، مستبعدة ان يكون السبب هو الحفريات التي تشهدها الشوارع. بيد ان متضررين، اعتبروا تسلل القوارض إلى المنازل، «دليل على كثرتها»، مشيرين إلى انه «كلما بدأ مقاولو المشاريع في الحفر، تنتشر القوارض في شكل كبير، لدرجة أن عدداً من سكان العمائر بدؤوا يعلقون لوحات تؤكد على ضرورة إغلاق البوابة الرئيسة، لمنع دخول القوارض». وقال منصور سالم، الذي يسكن حي الزهور في الدمام: «الحفريات وصيانة الطرق وإطالة العمل فيها، أفرز مشكلات بيئية عدة، فهناك الملوثات التي أصبحت مثل البؤرة للأمراض وتجمع الحشرات والقوارض»، مبدياً خشيته من «تزايدها مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، ما يساعد على إيجاد بيئة غير نظيفة، وتؤثر على حياة الإنسان». ويخشى منير عبد الرحمن، من تزايد الملوثات البيئية في الدمام، مثل أدخنة الحرائق، والحشرات والقوارض، والنفايات. وقال: «أخشى ان تزايد هذه الملوثات في هذه المدينة التي تكتظ بالساكنين، إذا لم يتم القضاء على مسبباتها». وأضاف «اللافت ان مدينة الدمام فازت قبل أشهر بجائزة بيئية في مسابقة المدن العربية». بدوره، قال أستاذ علم البيئة منير السعدون: «إن الأمراض التي تنجم عن انتشار القوارض، خطرة على صحة الإنسان، وبخاصة الطاعون»، مشيراً إلى أن هذه الأمراض «تنتشر تدريجياً، وحين لا يتم الالتفات إليها، تتضخم، ويصعب حينها الحد منها أو القضاء عليها». ولفت إلى ان «الملوثات أصبحت تحيط في المدن، في شكل يوجب التفاتة من جانب المسؤولين، فوجود القوارض يشجع على انتشار الحشرات، ويخلق بيئة ضارة للغاية». وأبدى مخاوفه من تنامي هذه الملوثات مع قرب حلول فصل الصيف. وقال: «إن البيئيتين الرطبة والدافئة تساعدان على تكاثر الجراد، والفئران، والبعوض، والذباب، وجميعها ناقلة للأمراض».